للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عباس (١): كان عبد اللَّه بن أُبَيٍّ جَسِيمًا صَحِيحًا فَصِيحًا ذَلِقَ اللسانِ، فإذا قالَ يَسْمَعُ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لقوله.

وأجاز النحويون الجزم بـ "إذا"، وأن يُجْعَلَ بِمَنْزِلةِ حَرْفِ المُجازاةِ، قال الشاعر:

٣٥٩ - واسْتَغْنِ ما أغْناكَ رَبُّكَ بِالغِنَى... وَإذا تُصِبْكَ خَصاصة فتجَمَّلِ (٢)

والاختيار عند الخليل وسيبويه (٣) والفراء (٤) ألا يُجْزَمَ بـ "إذا"؛ لأن ما بعدها مُؤَقَّتٌ، فخالفت المجازاةَ في هذا كما قال الشاعر:

٣٦٠ - وَإذا تَكُونُ كَرِيهةٌ أُدْعَى لَها... وَإذا يُحاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدُبُ (٥)


(١) ينظر: شفاء الصدور ورقة ١٣١/ ب، الكشف والبيان ٩/ ٣٢٠، زاد المسير ٨/ ٢٧٤٠، ٢٧٥، تفسير القرطبي ١٨/ ١٢٤.
(٢) البيت من الكامل، لعَبْدِ قَيْسٍ بن خُفافِ البُرْجُمِيِّ، ونُسِبَ لحارثةَ بنِ بَدْرٍ الغُدانِيِّ، ولأبانَ ابنِ عبد الحميد البُرْجُمِيِّ، ولعبد اللَّه بن قيسٍ الحنظليِّ.
التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ١٥٨، المفضليات ص ٣٨٥، الأضداد لابن الأنباري ص ١٢٠، إعراب القرآن ٤/ ٤٣٢، أمالِي المرتضى ١/ ٣٨٣، شرح المفضليات للتبريزي ص ١٢٩١، تفسير القرطبي ٥/ ٣٣٨، شرح التسهيل لابن مالك ٢/ ٢١١، ٤/ ٨٢، اللسان: كرب، حماسة الظرفاء ١/ ٢٦٩، مغني اللبيب ص ١٢٨، ١٣١، ٩١٦، المقاصد النحوية ٢/ ٢٠٣، شرح شواهد المغني ص ٢٧١، همع الهوامع ٢/ ١٣٢.
(٣) الكتاب ٣/ ٦٠ - ٦٢.
(٤) معانِي القرآن ٣/ ١٥٨.
(٥) البيت من الكامل، لِهُنَيِّ بنِ أحْمَرَ الكِنانِيِّ، ونُسِبَ لجَسّاسِ بنِ مُرّةَ، ولرجل من مَذْحِجَ، ولزُرافةَ الباهليِّ، ولأحمر بن الحارث بن عبد مَناةَ، وذَكَرَ المُفَضَّلُ أن هذا القول لبعض ولد طيء، وكان يفضل أبوه واحدًا من ولدِ وَلَدِهِ، واسمه جُنْدُبٌ، على وَلَدِهِ، ويقدمه عليهم، فقال أحدهم هذا البيت. =

<<  <  ج: ص:  >  >>