للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنْ تُؤَخِّرْنِي أصَّدَّقْ وأكُنْ من الصالحين، قال الشاعر:

٣٦١ - فَأبْلُونِي بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي... أُصالِحُكُمْ وَأسْتَدْرِجْ نَويَّا (١)

فجزم "أسْتَدْرِجْ" على محل "أُصالِحُكُمْ" قبل دخول "لَعَلِّي".

ومن أثبت الواوَ عَطَفَهُ على لفظ {فَأَصَّدَّقَ}، والنصب في قوله: {فَأَصَّدَّقَ} على إضمار "أنْ"، وفي "وَأكُونَ" عطف على ما بعد الفاء.

قال الخليل (٢): نصب {فَأَصَّدَّقَ} على جواب الاستفهام بالفاء، ثم


(١) البيت من الوافر، لأبِي دُؤادٍ الإيادِيِّ.
اللغة: قال الأزهري: "قوله: "نَويَّا"، أي: نَوايَ، وهذه لغة طيئ، مثل: قَفَيَّ، أي: قَفايَ، وهُدَيَّ، أي: هُدايَ، وبُشْرَيَّ؛ أي: بُشْرايَ". معانِي القراءات ٣/ ٧٢، وقد شرحه الشيخ محمد الأمير، فقال: "فَأبْلُوني: فَأعْطُونِي، البَلِيّةُ: النّاقةُ تُتْرَكُ عند قَبْرِ صاحبها بلا طعام ولا شراب حتى تَمُوتَ، نَويَّا: أصله: نَوايَ فقُلِبَتْ الألِفُ ياءً على لغة هذيل، والنَّوَيُّ: الجهة التي ينويها المسافر. حاشية الأمير على مغنى اللبيب ٢/ ٦٩.
التخريج: ديوان أبي دؤاد ص ٣٥٠، معانِي القرآن للفراء ١/ ٨٨، شرح نقائض جرير والفرزدق ١/ ٥٩٩، تأويل مشكل القرآن ص ٥٦، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٢٨٨، إعراب القرآن ٤/ ٤٣٧، معانِي القراءات ٣/ ٧٢، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٦٩، الحجة للفارسي ٤/ ٤٤، الخصائص ١/ ١٧٦، ٢/ ٣٤١، سر صناعة الإعراب ص ٧٠١، الكشف والبيان ٩/ ٣٢٤، أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ٤٢٨، عين المعانِي ورقة ١٣٤/ ب، اللسان: علل، مغني اللبيب ص ٥٥٣، ٦٢٠، شرح شواهد المغني ص ٨٣٩.
(٢) قال سيبويه: "وسألتُ الخليلَ عن قوله عز وجل: {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} فقال: هذا كقول زهير:
بَدا لِيَ أنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ ما مَضَى... وَلَا سابِقٍ شَيئًا إذا كانَ جائِيا
فإنما جَرُّوا هذا لأن الأول قد يدخله الباءُ، فجاءوا بالثانِي وكأنهم قد أثبتوا في الأوَّلِ الباءَ، فكذلك هذا، لَمّا كان الفعل الذي قبله قد يكون جَزْمًا ولا فاءَ فيه، تكلموا بالثانِي وكأنهم قد جَزَمُوا قَبْلَهُ، فعلى هذا تَوَهَّمُوا هذا". الكتاب ٣/ ١٠٠ - ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>