للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَلاثةَ نَفَرٍ وثَلَاثةَ رَهْطٍ حملًا على المعنى، ولَمْ يجيزوا: رَأيْتُ ثَلاثةَ قَوْمٍ ولا ثَلاثةَ بَشَرٍ، والفَرْقُ بينهما أن نَفَرًا ورَهْطًا لِما دُونَ العَشَرةِ من العدد، فأضيف ما دون العشرة من العدد إليه، إذْ هو نظيره، و"قَوْمٌ" قد يقع لِما فَوْقَ العشرة، فلم يَحْسُنْ إضافةُ ما دون العشرة إلى ما فوقها، فأما {بَشَرٌ} فيقع للواحد فلم يمكن إضافة عدد إلى واحد (١).

و {بَشَرٌ} رفع بالابتداء، و {يَهْدُونَنَا} خبر، وقيل: بإضمار فعل؛ أي: أيَهْدِينا بَشَرٌ يَهْدُونَنا، {فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} عن إيمانهم {وَاللَّهُ غَنِيٌّ} عن خلقه {حَمِيدٌ (٦)} فِي أفعاله.

قوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ} يعني يوم القيامة، يُجْمَعُ فيه أهْلُ السماوات وأهْلُ الأرض، قرأه العامة بالياء، وقرأ رُوَيْسٌ وسلام ويعقوبُ في بعض رواياته: "نَجْمَعُكُمْ" (٢) بالنون، و {يَوْمَ} ظرف زمان، والعامل فيه {لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} (٣).


(١) من أول قوله: "وقد أجاز النحويون: رأيت ثلاثة نفر" قاله مَكِّيٌّ بنصه في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٨٢.
وقد ذكر النحاس أن هذا قول المازني، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٤٤٣، وينظر أيضًا: الفريد للمنتجب الهمدانِيِّ ٤/ ٤٧٧ - ٤٧٨.
(٢) وهي أيضًا قراءة زيد بن عَلِيٍّ والشَّعْبِيِّ ونصر بن عاصم وابن أبِي إسحاق والجَحْدَرِيِّ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٥٨، تفسير القرطبي ١٨/ ١٣٦، البحر المحيط ٨/ ٢٧٤.
(٣) التغابن ٧، وهذا قول الزجاج والنحاس، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٨٠، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٤٤٤. وقد أجازه الزمخشري مع وجهين آخرين، فقال: "أو بـ "خَبِيرٌ"؛ لِما فيه من معنى الوعيد، كأنه قيل: واللَّهُ مُعاقِبُكُمْ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ، أو بإضمار اذْكُرْ". الكشاف ٤/ ١١٥، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص ١٢٢٦، الفريد للمنتجب الهمدانِي ٤/ ٤٧٨، البحر المحيط ٨/ ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>