للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {طِبَاقًا} جمع طَبَقةٍ كَرَحَبةٍ ورِحابٍ (١)، وقيل (٢): هو جمع طَبَقٍ كجَمَلٍ وجِمالٍ، و {الَّذِي} في موضع رفع على النعت لـ {الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}، ونصب {طِبَاقًا} نعتًا لـ {سَبْعَ} (٣)، وقال سيبويه (٤): نصبه لأنه مفعول ثانٍ. ويجوز أن يكون حالًا أو مصدرًا (٥).

وقوله: {مَا تَرَى} يعني: أيُّها الكافر {فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} هذه قراءة العامة واختيار أبِي حاتم (٦)، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب: {مِنْ تَفَوُّتٍ} (٧) بتشديد الواو، وهو اختيار أبِي عبيد (٨)، وهما بِمَنْزِلةٍ واحدةٍ، مثل:


(١) قاله النحاس ومكي، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٤٦٧، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٩١.
(٢) قاله الأخفش والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٥٠٢، إعراب القرآن ٤/ ٤٦٧.
وقال الأزهري: "وقال الليث: السماوات طباق بعضها على بعض، وكل واحد من الطِّباقِ طَبَقةٌ، ويُذَكَّرُ فَيُقالُ: طبق". تهذيب اللغة ٩/ ١٠.
(٣) قاله النحاس ومكي، ينظر: إعراب القرآن ٤/ ٤٦٧، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٩١، وحكاه الأزهري عن الزجاج في تهذيب اللغة ٩/ ١٠.
(٤) لَمْ أقف على هذا القول أو ما يشبهه في الكتاب، وإنما ذكره الثعلبي في الكشف والبيان ٩/ ٣٥٦، وينظر: عين المعانِي ورقة ١٣٥/ ب، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٠٨.
(٥) إذا جعل مصدرا فهو مصدر مؤكد لـ "خَلَقَ" حَمْلًا على المعنى، وهذا قول الزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ١٩٨، وينظر: تهذيب اللغة ٩/ ١٠، تفسير الفريد ٤/ ٤٩٥، اللسان: طبق، الدر المصون ٦/ ٣٤١.
(٦) اختيار أبِي حاتم في الكشف والبيان ٩/ ٣٥٦.
(٧) قرأ ابن مسعود وحمزة والكسائي ويعقوب والأعمش وابن وَثّابٍ وعَلْقَمةُ وعاصمٌ والأسود وابن جبير وطلحة: "تَفَوُّتٍ"، ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ١٧٠، السبعة ص ٦٤٤، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٠٨، البحر المحيط ٨/ ٢٩٢.
(٨) ينظر اختيار أبِي عبيد في إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٤٦٨، الكشف والبيان ٩/ ٣٥٦، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>