للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَصَعَّدَ وتَصاعَدَ، وتَعَهَّدْتُهُ وتَعاهَدْتُهُ، فالتَّفاوُتُ والتَّفَوُّتُ كالتَّعاهُدِ والتَّعَهُّدِ (١)، ويقال: ما في صَنْعةِ فُلَانٍ من تَفاوُتٍ؛ أي: كُلُّها حَسَنةٌ، وأصلها من الفَوْتِ وهو أن يَفُوتَ شَيْءٌ شيئًا فَيَقَعَ الخَلَلُ (٢).

والمعنى: هل ترى يا ابن آدم في خَلْقِ السماء من اختلاف أو خَلَلٍ أو عيب {فَارْجِعِ الْبَصَر}؛ أي: فارْدُدِ البَصَرَ {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣)} يعني: من شُقُوقٍ وخِلَلٍ وصُدُوعٍ وخُرُوقٍ، ومنه يقال: فَطَرَ نابُ البَعِيرِ: إذا انْشَقَّ اللَّحْمُ فَظَهَرَ (٣)، قال الشاعر:

٣٦٩ - بَنَى لَكُمُ بِلَا عَمَدٍ سَماءً... وَزَيَّنَها، فَما فِيها فُطُورُ (٤)

{ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}؛ أي: كَرِّر النَّظَرَ مَرَّتَيْنِ {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ} جواب الأمر؛ أي: يرجع إليك البَصَرُ {خَاسِئًا} خاشِعًا ذَلِيلًا مُبْعَدًا صاغِرًا {وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) أي: كَلِيلٌ مُنْقَطِعٌ لَمْ يُدْرِكْ ما طَلَبَ، قال الشاعر:

٣٧٠ - نَظَرْتُ إلَيْها بِالمُحَصَّبِ مِنْ مِنًى... فَعادَ إلَيَّ الطَّرْفُ وَهْوَ حَسِيرُ (٥)


(١) قال الفراء: "وهما بِمَنْزِلةٍ واحدة، كما يقال: "وَلَا تُصاعِرْ" و"تُصَعِّرْ"، وتَعَهَّدْتُ فُلَانًا وتَعاهَدْتُهُ". معانِي القرآن ٣/ ١٧٠، وينظر: معانِي القراءات للأزهري ٣/ ٧٩، الحجة للفارسي ٤/ ٥٣.
(٢) قاله ابن قنيبة في غريب القرآن ص ٤٧٤، وينظر: غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦٠.
(٣) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٤٧٤، وينظر: معانِي القرآن للنحاس ٤/ ٣٦٤، شفاء الصدور ورقة ١٤٧/ ب، النهاية لابن الأثير ٣/ ٤٥٨.
(٤) البيت من الوافر، لَمْ أقف على قائله.
التخريج: الكشف والبيان ٩/ ٣٥٧، عين المعاني ورقة ١٣٥/ ب، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٠٩، البحر المحيط ٨/ ٢٩٣، فتح القدير ٥/ ٢٥٩.
(٥) البيت من الطويل، لَمْ أقف على قائله، ولِعُمَرَ بن أبِي ربيعة بَيْتٌ يتفق معه في الصدر وهو قوله: =

<<  <  ج: ص:  >  >>