للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمال بَنِي آدَمَ، افتتح اللَّهُ هذه السورةَ بِحَرْفٍ من حروف المعجم.

واختلف القراء فيه (١)، فأدغم ابنُ عامر والكسائيُّ وأبو بكر النونَ في الواو، وأظهرها الباقون، وقرأ ابن عباس بالكسر على إضمار حرف القَسَمِ، وجوابه قوله: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} (٢)، وقرأ عيسى بن عُمَرَ بالفتح على إضمار فعل؛ أي: اذْكُرْ نُونَ، أو: اقْرَأْ نُونَ، ولَمْ ينصرف؛ لأنه معرفة، وهو اسمٌ لِمُؤَنَّثٍ، وهي السورة (٣)، وقيل (٤): إنه اسمٌ أعجميٌّ،


(١) قرأ يعقوبُ بن جعفر عن نافعٍ، والكسائيُّ عن أبِي بكر عن عاصم، ووَرْشٌ والبَزِّيُّ وابنُ ذَكْوانَ وهشامٌ وخَلَفٌ وابنُ محيصن والشَّنبوذِيُّ: "ن وَالقَلَمِ" بإدغام النون فِي الواو، وقرأ حَفْصٌ عن عاصم، وحسيْنٌ الجُعْفِيُّ ويحيى بنُ آدم عن أبِي بكر عن عاصم، وابنُ كثير ونافعٌ وأبو عمرو وابن عامر وحَمْزةُ بإظهار النون عند الواو، وقرأ عيسى بن عُمَرَ وسعيد ابن جُبَيْرٍ: "نُونِ" بالكسر، وقرأ ابن عباس وابن أبِي إسحاق وأبو السَّمّالِ والحَسَنُ وعيسى ابن عُمَرَ ونَصْرُ بن عاصم: "نُونَ" بالفتح، ينظر: السبعة ص ٦٤٦، مختصر ابن خالويه ص ١٦٠، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٨١، ٣٨٢، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٢٣، البحر المحيط ٨/ ٣٠٢، الإتحاف ٢/ ٥٥٤.
(٢) هذا قول أبِي حاتم، ذكره النَّحّاسُ في إعراب القرآن ٥/ ٥، وبه قال مَكِّيٌّ في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٩٦.
وإضمار حرف القَسَمِ أجازَهُ سيبويه فقال: "ومثل ذلك: اللَّهِ لا أفْعَلُ. . . ومثل ذلك: آللَّهِ لَتَفْعَلَنَّ، إذا اسْتَفْهَمْتَ، أضْمَرُوا الحَرْفَ الذي يَجُرُّ، وحذفوا تخفيفًا على اللسان". الكتاب ٢/ ١٦٠ - ١٦١.
(٣) هذا قول سيبويه والأخفش والنحاس، ينظر: الكتاب ٣/ ٢٥٨، وقول الأخفش حكاه النحاس في إعراب القرآن ٥/ ٤، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٣٩٥، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٢٣.
(٤) أنكر سيبويه أن يكون "نُونُ" ونَحْوُهُ أعْجَمِيًّا، فقال: "وأما "صادُ" فلا تحتاج إلى أن تجعله اسمَا أعجميًّا؛ لأن هذا البناء والوزن من كلامهم، ولكنه يجوز أن يكون اسمًا للسورة، =

<<  <  ج: ص:  >  >>