للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلحة: "يَدْخُلَ" بفتح الياء وضم الخاء، ومِثْلَهُ رَوَى المُفَضَّلُ عن عاصم، وقرأ الباقون بضِدِّهِ (١)، والمعنى: أيَطْمَعُ كُلُّ رَجُلٍ من الكفار أن يَدْخَلَ جَنَّتِي كما يدخلها الَمسلمون، ويَتَنَعَّمَ فيها، وقد كَذَّبَ نَبِيِّي {كَلَّا} لا يكون ذلك {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (٣٩)} يريد: مِنْ نُطْفةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغةٍ، فلا يَسْتَوْجِبُ أحَدٌ الجَنّةَ بكونه شَرِيفًا؛ لأن الناس كُلَّهُم من أصلٍ واحدٍ، وإنما يَتَفاضَلُونَ بالإيمان والطاعة (٢).

وقيل (٣): معناه: إنا خلقناهم مِنْ أجْلِ ما يعلمون، وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب، فحذف "أجْلَ"، كقول الشاعر:

٣٩٦ - أأزْمَعْتَ مِنْ آلِ لَيْلَى انْتِظارا... وَشَطَّتْ عَلَى ذِي هَوًى أنْ تُزارا (٤)

أي: مِنْ أجْلِ آلِ لَيْلَى.


(١) قرأ الحسنُ وطلحةُ، والمفضلُ عن عاصمٍ، وأبو رجاءٍ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ وابنُ يَعْمُرَ: "يَدْخُلَ" بالبناء للفاعل، وقرأ الباقون، وحَفْصٌ وأبو بكر عن عاصمٍ: "يُدْخَلَ" بالبناء للمفعول، ينظر: السبعة ص ٦٥١، إعراب القراءات السبع ٢/ ٣٩٣، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٩٤، البحر المحيط ٨/ ٣٣٠.
(٢) قاله الثعلبي في الكشف والبيان ١٠/ ٤١، وينظر: زاد المسير ٨/ ٣٦٥، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٩٤.
(٣) هذا الرأي قاله النقاش في شفاء الصدور ١٦٦/ ب، وبه قال الباقولِيُّ في كشف المشكلات ٢/ ٣٨٦، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٤٢، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٥٣١، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٩٥.
(٤) البيت من المتقارب، للأعشى، وهو مطلع قصيدة يمدح بها قيس بن معدي كرب، ورواية ديوانه: "ابْتِكارًا" بدل "انتظارًا"، وأزمعَ الأمْرَ: مَضَى فيه، وثَبَّتَ عليه عَزْمَهُ، شَطَّتْ: بَعُدَتْ.
التخريج: ديوانه ص ٩٥، العين ١/ ٣٦٨، الشعر والشعراء ص ٢٥٩، الأضداد لابن الأنباري ص ٣٢٩، الصاحبي ص ٣٩٢، عين المعانِي ١٣٧/ ب، القرطبي ١٨/ ٢٩٥، اللسان: زمع، ارتشاف الضرب ص ٢٤٤١، اللباب في علوم الكتاب ١٩/ ٣٧٥، خزانة الأدب ٣/ ٣٠٣، ٣٧٥، التاج: زمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>