للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٩٥ - كَأنَّ الجَماجِمَ مِنْ وَقْعِها... خَناطِيلُ يَهْوِينَ شَتَّى عِزِينا (١)

وأصله عِزْهةٌ، كما أن أصل السَّنةِ سَنْهةٌ، ثم حُذِفَت الهاءُ (٢)، فَجُعِلَ جَمْعُهُ بالواو والنون عِوَضًا من الحذف، وإنما جُمِعَ بالواو والنون وهو مؤنث لا يعقل؛ ليكون ذلك عِوَضًا مِمّا حُذِفَ منها (٣)، وهو منصوب على الحال.

قوله: {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (٣٨)} قرأ الحسن


(١) البيت من المتقارب، لَمْ أقف على قائله.
اللغة: الخَناطِيلُ: القُطْعانُ المُتَفَرِّقةُ من الإبِلِ والدَّوابِّ ونحوها، واحدها خُنْطُولةٌ، وقيل: لا واحد لها من لفظها.
التخريج: الكشف والبيان ١٠/ ٤١، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٩٣.
(٢) يعني أن المحذوف من عِزةٍ هاءٌ، وهي مثل "سَنةٍ"، وقد ذكر سيبويه أن منهم من يجعل المحذوف من سِنةٍ واوًا، ومنهم من يجعله هاءً، ينظر: الكتاب ٣/ ٣٦٠، قال ابن يعيش بعد أن ذكر أن أصل شَفةٍ: شَفَهةٌ: "أو يكون كَسَنةٍ وَعِضةٍ في أنه يكون له أصلان: الهاء والواو". شرح الملوكي ص ٤١٩.
وذهب الأصمعي إلى أن اللام المحذوفة من عِزةٍ ياءٌ، وأن أصلها عِزْيةٌ، ووافقه الجوهري، وذهب الخليل والليث والفراء والأزهري إلى أن لامها واوٌ، وأن أصلها عِزْوةٌ وينظر في هذه المسألة: العين ٢/ ٢٠٥، معاني القرآن للفراء ٢/ ٩٢، ٩٣، الأصول ٣/ ٣٢١، تهذيب اللغة ٣/ ٩٨، المسائل البغداديات ص ١٥٨، ٥٠٤، المسائل الحلبيات ص ٣٤٦، المسائل العسكرية ص ١٧١، المسائل العضديات ص ٣٢، سر صناعة الإعراب ص ٤١٨، ٥٤٨، ٦٠٦، الصحاح ٦/ ٢٤٢٥، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٠٩، المخصص ١٤/ ٧، الكشاف ٤/ ١٦٠، أمالي ابن الشجري ٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩، شرح المفصل ٥/ ٣٨، البحر المحيط ٨/ ٣٢٥، الدر المصون ٦/ ٣٧٩.
(٣) هذا مذهب البصريين، وهو أن عِزِينَ وما أشبهه جُمِعَ بالواو والنون، ليكون ذلك عوضا مِمّا حُذِفَ منه، وأما الكوفيون فإنهم يرون أن هذا ونحوه جُمِعَ بالواو والنون؛ لأنه كان يجب أن يُجْمَعَ على "فُعُولٍ"، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٩٣، إعراب القرآن للنحاس ٢/ ٣٨٩، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>