للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن جعله مُشْتَقًّا قال: أصله من الحَرا، وهو مَأْوَى الرَّجُلِ وموضعه الذي يكون فيه، ومَنْ لَمْ يَجْعَلْ له اشتقاقًا يقول: هي كلمة جاءت كما جاء سائر الكلام نُطْقًا، لا مأخوذًا من شيء، وقيل: المُتَحَرِّي: المُتَخَلِّقُ لذلك والمُتَعَمِّدُ له، يقال: فُلَان حَرِيّ بكذا وخَلِيقٌ به وقَمِينٌ به وجَدِيرٌ به وعَشِيٌّ به (١).

ويقال (٢): أصل هذا كله من المقاربة للشيء، ومنه: تَحَرِّي القِبْلةِ لِمَنْ عُمِّيَتْ عليه، قال امرؤ القيس:

٤٠٩ - دِيمةٌ هَطْلَاءُ فِيها وَطَفٌ... طَبَقُ الأرْضِ تَحَرَّى وَتَدُرّْ (٣)

قوله: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ} الجائرون الظالمون {فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (١٥)} وَقُودًا للنار فِي الآخرة {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} قرأه العامة بكسر الواو،


(١) من أول قوله: "والتحري: كلمة جامعة للقصد" قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ١٧٢/ أ.
(٢) ذكره النقاش بغير عزو في شفاء الصدور ورقة ١٧٢/ ب.
(٣) البيت من الرَّمَلِ لامرئ القيس.
اللغة: الدِّيمةُ: مَطَرٌ يَكُونُ مَعَ سُكُونٍ، وقيل: يَكُونُ خَمْسةَ أيّامٍ أوْ سِتّةً، وَقِيلَ: يَوْمًا وَلَيْلةً، الهَطْلَاءُ: المَطَرُ الضَّعِيفُ الدّائِمُ، الوَطَفُ: الدُّنُوُّ مِنَ الأرْضِ، طَبقُ الأرْضِ؛ أيْ: هَذِهِ السَّحابةُ تُطَبِّقُ الأرْضَ وَتَعُمُّها كُلَّها لِسَعَتِها وَكَثْرةِ مَطَرِها، تَحَرَّى: تتَعَمَّدُ المَكانَ وَتَثْبُتُ فِيهِ، تَدُرُّ: يَكْثُرُ ماؤُها.
التخريج: ديوانه ص ١٤٤، غريب الحديث للهروي ٤/ ٣١٢، مجاز القرآن ٢/ ٢٧٢، تهذيب اللغة ص ٦/ ١٧٧، ٩/ ٩، ١٤/ ٣٧، ٢١٠، مقاييس اللغة ١/ ٢٠٨، ديوان المعانِي ٢/ ٣، المخصص ٩/ ١١٨، الكشف والبيان ١٠/ ٥٢، المختار من شعر بشار ص ١٤٢، أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ٦٠، تصحيح الفصيح ص ٤٧٥، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص ٣٠٤، محاضرات الأدباء ٢/ ٥٥٧، عين المعانِي ورقة ١٣٨/ أ، اللسان: حري، دوم، طبق، هطل، وطف، البحر المحيط ٨/ ٤٣٧، الدر المصون ٦/ ٥٠٠، التاج: وطف، هطل، دوم، حري.

<<  <  ج: ص:  >  >>