للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤١٦ - قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسِبُونَكَ سَيِّدًا... وَإخالُ إنَّكَ سَيِّدٌ مَعْيُونُ (١)

قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ} يا أهل مكة {رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} يعني النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (١٥)} يعني موسى عليه السلام، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} يعني موسى عليه السلام، وهذا محمول على العهد بلا خلاف {فَأَخَذْنَاهُ} يعني فرعون {أَخْذًا وَبِيلًا (١٦)} يعني شديدًا وَخِيمًا صَعْبًا ثَقِيلًا، يقال: ماءٌ وَبِيلٌ أي: وَخِيمٌ لا يُسْتَمْرَأُ وَتَضُرُّ عاقِبَتُهُ، والوَبِيلُ: الوَخِيمُ ضِدُّ المَرِيء، وكذلك يقال: كَلأٌ مُسْتَوْبَلٌ وطَعامٌ مُسْتَوْبَلٌ: إذا لَمْ يُسْتَمْرَأْ، ويقال للمطر الشديد: وابِلٌ (٢)، ومنه ماءُ الوَبالُ (٣)، قالت الخنساء:

٤١٧ - لَقَدْ أكَلَتْ بَجِيلةُ يَوْمَ لَاقَتْ... فَوارِسَ مالِكٍ أكْلًا وَبِيلَا (٤)


(١) البيت من الكامل، للعباس بن مِرْداسٍ يهجو كُلَيْبًا السُّلَمِيَّ، ويُرْوَى: "يَزْعُمُونَكَ سَيِّدًا"، ويُرْوَى: "مَغْيُونُ" بالغين، من قولهم: غَبِنَ عَلَى كذا أي: غُطِّيَ عليه، وكأنه مأخوذ من الغَيْنِ الذي هو الغَيْمُ، ويروى: "مَغْبُونُ" بالباء، والمعيون: الذي أصابته عين.
التخريج: ديوانه ص ١٥٦، الحيوان ٢/ ١٤٢، المقتضب ١/ ٢٤٠، جمهرة اللغة ص ٩٥٦، الخصائص ١/ ٢٦١، أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ١٦٧، ٣٢١، تفسير القرطبي ١٨/ ٢٥٥، ١٩/ ٤٧، شرح شافية ابن الحاجب للرضي ٣/ ١٤٩، اللسان: عين، البحر المحيط ٨/ ٣١١، المقاصد النحوية ٤/ ٥٧٤، التصريح ٢/ ٣٩٥، شرح شواهد شرح الشافية ص ٣٨٧، ٣٨٩.
(٢) ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٧٣، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٩٤، إعراب القرآن ٥/ ٦١، تهذيب اللغة ١٥/ ٣٨٦ - ٣٨٧.
(٣) قال الجوهري: "ووَبالٌ: اسم ماء لبني أسد". الصحاح ٥/ ١٨٤٠، اللسان: وبل.
(٤) البيت من الوافر للخنساء، ولَم أقف عليه فِي ديوانها.
التخريج: الزاهر لابن الأنباري ١/ ٤٥٨، الكشف والبيان للثعلبي ١٠/ ٦٤، شمس العلوم ١١/ ٧٠٤٦، تفسير القرطبي ١٩/ ٤٩، اللباب فِي علوم الكتاب ١٩/ ٤٧٤، فتح القدير للشوكاني ٥/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>