للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢٥ - صَدَعَتْ غَزالةُ قَلْبَهُ بِفَوارِسٍ... تَرَكَتْ مَسامِعَهُ كَأمْسِ الدّابِرِ (١)

قوله: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤)} يعني: أضاءَ وَتَنَوَّرَ عن ظلمة الليل، قرأه العامة بالألف على معنى: أضاءَ، وقرأ ابن السَّمَيْفَعِ: "سَفَرَ" (٢) بغير ألف، وهما لغتان يقال: سَفَرَ وَجْهُ فُلَانٍ وَأسْفَرَ: إذا أضاءَ، وَسُفِرَ البَيْتُ: إذا كُنِسَ، ويقال لِلْمِكْنَسةِ: المِسْفَرةُ (٣)، ويجوز أن يكون من قولهم: سَفَرَ وَجْهُ المَرْأةِ: إذا ألْقَتْ خِمارَها عن وجهها (٤). والليل والصبح خفض بالعطف على القمر بواو القسم (٥).

قوله: {إِنَّهَا} يعني سَقَرَ {لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥)} يعني: لإحدى الأمور


(١) البيت من الكامل، لِعِمْرانَ بن حِطّانَ يخاطب الحَجّاجَ بن يوسف، ونُسِبَ لِشَبِيب بن يزيد الشَّيْبانِيِّ، ويُرْوَى:
صَدَعَتْ غَزالةُ جَمْعَهُمْ بِفَوارسٍ... جَعَلَت كَتَائِبَهُمْ كأمْسِ الدّابِرِ
اللغة: غَزالةُ: امرأةٌ خارِجِيّةٌ، قيلْ إنها زَوْجُ شَبِيبٍ الخارجي.
التخريج: ديوان الخوارج ص ١١٤، جمهرة اللغة ص ٩٢٣، الأغانِي ١٦/ ١٥٥، العقد الفريد ٥/ ٤٤، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤١٠، الخصائص ٢/ ٢٦٧، الكشف والبيان ١٠/ ٧٦، التذكرة الحمدونية ٢/ ٤٥٠، تاريخ دمشق ١٢/ ١٨٢، ٤٣/ ٤٩٧، ٤٩٨، الحماسة البصرية ص ٢٢٦، عين المعانِي ورقة ١٣٩/ ب.
(٢) هذه قراءة ابن السَّمَيْفَعِ وعيسى بن الفضل، ينظر: تفسير القرطبى ١٩/ ٨٤، البحر المحيط ٨/ ٣٧.
(٣) قاله أبو عبيد في غريب الحديث ١/ ٦٣، وحكاه الأزهري عنه في التهذيب ١٢/ ٤٠١.
(٤) قال الفراء: "وإذا ألْقَتِ المَرْأةُ نِقابَها أو بُرْفُعَها فيل: سَفَرَتْ فَهِي سافِرٌ، ولا يقال: أسْفَرَتْ". معانِي القرآن ٣/ ٢٣٩، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٨٤، تهذيب اللغة ١٢/ ٤٠٠، ٤٠١، الصحاح ٢/ ٦٨٦.
(٥) يعني أنهما معطوفان على "القمر" المخفوض بواو القسم.

<<  <  ج: ص:  >  >>