للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الظرف تقديره: أنْ يَفْجُرَ في أمامِهِ (١)، وأصل الفجور: المَيْلُ، ومنه قيل للفاجر والكاذب والفاسق والكافر: فاجِرٌ لِمَيْلِهِمْ عن الحق (٢).

{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦)} يقول: مَتَى يكون يوم القيامة؟ تكذيبًا به، و {أَيَّانَ} ظرف زمان بمعنى "مَتَى"، وهو مبني على الفتح، وكان حقه الإسكان لكن اجتمع ساكنان: الألف والنون، ففتحت النون لالتقاء الساكنين، وإنما وجب لـ {أَيَّانَ} البناء؛ لأنها بمعنى "مَتَى"، ففيها معنى الاستفهام، فلما أشبهت حروف الاستفهام بُنِيَتْ، إذ الحروف أصلها البناء (٣).

قوله: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧)} يعني: شَخَصَ بَصَرُهُ عند الموت، قرأ نافع وأبو جعفر وابن أبِي إسحاق ونصر بن عاصم: "بَرَقَ" (٤) بفتح الراء؛ أي: لَمَعَ، وقرأ أبو عمرو وعاصم وشيبة وابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي بكسر الراء؛ أي: حارَ وَفَزِعَ من أمْرِ المَوْتِ وأمْرِ القيامة.

وأصل البَرَقِ: الدَّهَشُ، يقال: بَرِقَ الرَّجُلُ يَبْرَقُ بَرَقًا (٥)، قال الشاعر:


(١) لَمْ أقف على من قال: إنه مفعول به، وينظر: التبيان للعكبري ص ١٢٥٤، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٥٧٣، الدر المصون ٦/ ٤٢٦.
(٢) قاله ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص ٣٤٧، وينظر: تهذيب اللغة ١١/ ٤٩.
(٣) من أول قوله: "وأيّانَ ظرف زمان" قاله مَكِّيٌّ بنصه في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٠.
(٤) قرأ بفتح الراء أيضًا زيدُ بن ثابت، وأبانٌ عن عاصم، وأبو حيوة وابنُ أبِي عَبْلةَ والزَّعْفَرانِيُّ وابنُ مِقْسَمٍ وزيدُ بنُ عَلِيٍّ والحَسَنُ وعاصمٌ الجَحْدَرِيُّ، وهارونُ ومحبوبٌ كلاهما عن أبي عمرو، ينظر: السبعة ص ٦٦١، تفسير القرطبي ١٩/ ٩٥، البحر المحيط ٨/ ٣٧٦.
(٥) قاله ابن قتيبة في غريب القرآن ص ٤٩٩، وينظر: إعراب القرآن ٥/ ٨٠، شفاء الصدور ورقة ١٨٤/ أ، معانِي القراءات ٣/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>