للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِشْيةٌ يَتَبَخْتَرُ فيها وَيَمُدُّ مَطاهُ فِي مَشْيِهِ، وأصله من المَطا وهو الظَّهْرُ (١)، وقيل (٢): أصله: يَتَمَطَّطُ؛ أي: يَتَمَدَّدُ، والمَطُّ: المَدُّ، فَجُعِلَتْ إحدى الطاءين ياءً، كما قيل: يَتَظَنَّى وأصله: يَتَظَنَّنُ.

وقوله: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤)} هذا وعيد وتهديد على إثْرِ وعيد وتهديد من اللَّه تعالى إلَى أبِي جهل -لعنه اللَّه-، قالت الخنساء:

٤٣٧ - هَمَمْتُ بِنَفْسِي كُلَّ الهُمُومِ... فَأوْلَى لِنَفْسِي، أوْلَى لَها (٣)


(١) قاله الأصمعي وأبو عبيد وأبو عبيدة وغيرهم، ينظر: غريب الحديث للهروي ١/ ٢٢٣، مجاز القرآن ٢/ ٢٧٨، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٤٢٣، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦٨، الصحاح ٣/ ١١٥٩.
والمُطَيْطاءُ: يُمَدُّ ويُقْصَرُ، قال ابن وَلَّادٍ: "والمَطا: الظَّهْرُ، مقصور يُكْتَبُ بالألف، والمَطا أيضًا: التَّمَطِّي. . .، والمَطا: الصاحب، ويقال: مِطْوٌ". المقصور والممدود ص ١٠٣، وينظر أيضًا: المقصور والممدود للقالِي ص ١١٥ - ١١٦، المسائل العضديات ص ٢٠٦.
وقال ابن الأثير: "المُطَيْطاءُ هي بالمد والقصر: مِشْية فيها تَبَخْتُرٌ وَمَدُّ اليَدَيْنِ، يقال: مَطَوْتُ وَمَطَطْتُ بمعنى مَدَدْتُ، وهي من المُصَغَّراتِ التِي لَمْ يُسْتَعْمَلْ لَها مُكَبَّرٌ". النهاية في غريب الحديث ٤/ ٣٤٠، وينظر أيضًا: الفائق للزمخشري ٣/ ٢٤٧.
(٢) قال أبو عبيد: "ومن جعل التَّمَطِّيَ من المَطِيطةِ فإنه يذهب به مذهب تَظَنَّيْتُ من الظَّنِّ، وَتَقَضَّيْتُ من التَّقَضُّضِ، كقول العَجّاجِ:
تَقَضِّيَ البازِي إذا البازِي كَسَرْ
يريد: تَقَضُّضَ البازِي، وكذلك يقال: التَّمَطِّي يريد: التَّمَطُّطَ". غريب الحديث ١/ ٢٢٤، وقاله ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ص ٥٠١، وحكاه ابن الأنباري عن أبِي عبيدة في الزاهر ١/ ٤٢٣، وينظر: مشكل إعراب القرآن ص ٤٣٢، ٤٣٣، مجالس ثعلب ص ٤٦٥، شفاء الصدور ورقة ١٨٥/ ب، المسائل العضديات ص ٢٠٦، ٢٠٧، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٦٨، والمَطِيطةُ: الماءُ الخاثِرُ في أسفل الحَوْضِ، سُمِّي بذلك لأنه يَتَمَدَّدُ.
(٣) البيت من المتقارب، للخنساء ترثي أخاها صَخْرًا، ونسبه الأصفهاني لِعامِرِ بن جُوَيْنٍ الطائي، ويُرْوَي: =

<<  <  ج: ص:  >  >>