للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآية رَدٌّ على الدَّهْرِيّةِ وأصحابِ [عبد اللَّهِ بنِ] (١) معاوية والنَّصارَى الذين يزعمون أن الأجساد لا تُبْعَثُ (٢).

ولا يجوز الإدغام في الياءين عند النحويين كما لا يجوز إذا لَمْ يُنصب الفعل؛ لأنك لو أدغمت لالتَقَى ساكنانِ، إذ الثانِي ساكنٌ، والأول لا يُدْغَمُ حَتَّى يُسَكَّنَ، وكذلك كل حَرْفٍ أدْغَمْتَهُ فِي حرف بعده، لا بدَّ من إسكان الأول، وقد أجمعوا على منع الإدغام فِي حال الرفع، فأما فِي حال النصب فقد أجازه الفَرّاءُ لأجل تَحَرُّكِ الياء الثانية (٣)، وهو لا يجوز عند البصريين (٤)؛ لأن الحركة عارضة ليست بأصل.


(١) ما بين المعكوفين زيادة يقتضيها السياق. وأصحاب عبد اللَّه بن معاوية: فرقة من غلاة الشيعة، ويُسَمَّوْنَ أيضًا بِالجَناحِيّةِ، وهم أتباع عبد اللَّه بن معاوية بن عبد اللَّه بن جعفر بن أبِي طالب، وهؤلاء يزعمون أن الأرواح تتناسخ، وأن روح اللَّه حَلَّتْ في آدم ثُمَّ في الأنبياء بعده إلَى محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم في عَلِيٍّ ثم في أولاده الثلاثة من بعده، ثم صارت إلَى عبد اللَّه بن معاوية، وأنه حَيٌّ لَمْ يَمُتْ، ينظر: الأنساب للسمعانِيِّ ٢/ ٩٠، الفَرْقُ بَيْنَ الفِرَقِ للإمام عبد القادر بن طاهر البغدادي ص ٢٣٥، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط ٥، ١٩٨٢ م.
(٢) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ١٨٧/ أ.
(٣) قال الفراء: "وقد يستقيم أن تدغم الياء والياء في "يحيا" و"يعيا"، وهو أقل من الإدغام في "حَيَّ"؛ لأن "يَحْيا" يسكن ياؤها إذا كانت في موضع رفع، فالحركة فيها ليست لازمة، وجواز ذلك أنك إذا نصبتها كقول اللَّه، تبارك وتعالى-: "ألَيْسَ ذَلِكَ بِقادِرٍ عَلَى أنْ يُحْيِيَ المَوْتَى"استقام إدغامها هاهنا". معانِي القرآن ١/ ٤١٢، وأنشد الفراء شاهدا لذلك، وهو قول الشاعر:
وَكَأنَّها بَيْنَ النِّساءِ سَبِيكةٌ... تَمْشِي بِسُدّةِ بَيْتِها فَتَعَيُّ
معانِي القرآن ٣/ ٢١٣.
(٤) قال سيبويه: "وإذا قُلْتَ: يُحْيِي أو مُعْيٍ، ثم أدركه النَّصْبُ فقلتَ: رَأيْتُ مُعْيِيًا، ويُرِيدُ أنْ يُحْيِيَهُ، لَمْ تُدْغِمْ لأن الحركة غير لازمة. . . والدليل على أن هذا لا يُدْغَمُ قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ: =

<<  <  ج: ص:  >  >>