للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَرَوَوْهُ بكسر السين من نَواكِسِ، وأصله "نَواكِسِينَ"، فَحُذِفَت النونُ للإضافة والياءُ لالتقاء الساكنين، فبقيت السين مكسورةً في اللفظ، فَدَلَّ جَمْعُهُ على أنه يُجْمَعُ كسائر الجموع، والجُمُوعُ كُلُّها منصرفة، فَصُرِفَ هذا أيضًا على ذلك (١).

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {قَوَارِيرًا} الأولى بالألف، والثانيةَ بغير ألف (٢)، قال أبو عبيد (٣): رأيتُ في الإمامِ مُصْحَفِ عُثْمانَ: {قَوَارِيرًا} الأولى بِألِفٍ مُثْبَتةٍ، والثانية كانت بالألف فَحُكَّتْ، وَرَأيْتُ أثَرَها بَيِّنًا هناك.

ثم ذَكَرَ ما أعَدَّ للشاكرين فقال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ} يعني المطيعين للَّه، واحدهم: بارٌّ مثل: ناصر والأنصار، وبَرٌّ أيضًا مثل: نَهْرٍ وأنْهارٍ (٤) {يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ}؛ أي: من إناء فيه خَمْرٌ {كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا} وَصَفَها اللَّهُ


(١) المؤلف هنا نقل باختصار ما قاله الفارسي في الحجة ٤/ ٨٠، ٨١، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٦ - ٤٣٧، الكشف عن وجوه القراءات ٣٥٢، الوسيط للواحدي ٤/ ٣٩٩.
(٢) قرأ ابن كثير وخلف وابن محيصن وهشام: "قَوارِيرًا. قَوارِيرَ" بصرف الأول، ومنع الثانِي، ويقفون على الأول بالألف، وقرأ أبو بكر عن عاصم، ونافعٌ والكسائي وأبو جعفر والحسنُ والأعمشُ، وابنُ شَنَبُوذٍ عن هشامٍ بتنوينهما معًا، ويقفون عليهما بالألف، وقرأ أبو عمرو وحمزة وابن عامر وحفص بمنعهما من الصرف مَعًا، ووقف حَفْصٌ على الأول بالألف، وعلى الثانِي بغير ألف، ووقف أبو عمرو عليهما بالألف، ورُوِيَ عن ابن عامر الوجهان، ينظر: السبعة ص ٦٦٣، ٦٦٤، النشر ٢/ ٣٩٥، البحر المحيط ٨/ ٣٨٩، الإتحاف ٢/ ٥٧٧ - ٥٧٨.
(٣) ينظر قول أبِي عبيد في إيضاح الوقف والابتداء ص ٣٦٨، الكشف والبيان ١٠/ ٩٥.
(٤) قال النحاس: "واحد الأبْرارِ بَرٌّ، وربما غَلِطَ الضعيفُ في العربية فقال: هو جمع "فَعْلٍ" شُبِّهَ بـ "فَعِلٍ"، وذلك غلط، إنما هو جمع "فَعِلٍ"، يقال: بَرِرْتُ والِدِي فأنا بارٌّ وبَرٌّ، فَبَرٌّ "فَعِلٌ" مثل حَذِرْتُ فأنا حَذِرٌ، و"فَعِلٌ" و"أفْعالٌ" قياس صحيحٌ". إعراب القرآن ٥/ ٩٧، وقال الأزهري: "وَرَجُلٌ بَرٌّ بِذِي قَرابتِهِ، وَبارٌّ من قَوْمٍ بَرَرةٍ وَأبْرارٍ". تهذيب اللغة ١٥/ ١٩٠، ١٩١، وينظر: اللسان: برر.

<<  <  ج: ص:  >  >>