للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك "قَوارِيرًا. قَوارِيرًا"، وقرأ ضِدَّهُ خَلَفٌ وَحَمْزةُ وحَفْصٌ ويعقوبُ برواية وَرْشٍ (١).

وفيه وجهان، أحدهما: أنَّ مِن العرب مَنْ يَصْرِفُ جَمِيعَ ما لا ينصرف، وهو لغةُ الشعراء، لأنهم اضطروا إليه فِي الشِّعْرِ فَصَرَفُوهُ، فَجَرَتْ على ألسنتهم كذلك (٢).

والوجه الآخر: أن هذا الجمع أشْبَهَ الآحادَ؛ لأنهم قالوا: "صَواحِباتُ يُوسُفَ" (٣)، ويقولون: مَوالِياتٌ في جمع المَوالِي، فمن حيث جَمَعُوهُ جَمْعَ الآحادِ المُنْصَرِفةِ، وجعلوه في حكمها، صَرَفُوهُ، وأنشد النحويون للفرزدق:

وَإذا الرِّجالُ رَأوْا يَزِيدَ رَأيْتَهُمْ... خُضُعَ الرّقابِ نَواكِسَ الأبْصارِ (٤)


(١) قرأ: {سَلَاسِلا} بالتنوين أيضًا: ابنُ مسعود وَرُوَيْسٌ، وابنُ عامر في رواية هشام عنه، وابنُ كثير في رواية شبل عنه، وقرأ قُنْبُلٌ والبَزِّيُّ كلاهما عن ابن كثير، وأبو عمرو وحمزةُ، وابنُ ذكوان عن ابن عامر، وحفصٌ عن عاصم، وطلحةُ وعمرُو بنُ عبيد: "سَلَاسِلَ" بغير تنوين لا وصلا ولا وقفًا، وَرَوَى بعضُهم عن حفص عن عاصم وعن ابن ذكوانَ، وعن البَزِّيِّ عن ابن كثير أنهم يقفون بالألف، وَرُوِيَ عنهم أيضًا الوقفُ بغير ألف، ينظر: السبعة ص ٦٦٣، تفسير القرطبي ١٩/ ١٢٣، النشر ٢/ ٣٩٤، ٣٩٥، البحر المحيط ٨/ ٣٨٧، الإتحاف ٢/ ٥٧٦ - ٥٧٧.
(٢) قاله الزجاجي في أماليه ص ٨٤، وينظر: أخبار أبِي القاسم الزجاجي ص ٢٢٨ - ٢٢٩، وحكى النحاس عن الكسائي أن العرب تصرف جميع ما لا ينصرف إلا "أفعل منك". إعراب القرآن ٤/ ٤٤، ٥/ ٤٢، ١٠١، وذكر النحويون أن هذه لغة حكاها الأخفش عن بعض العرب، ينظر: الأصول لابن السراج ٣/ ٤٣٦ وما بعدها، الحجة للفارسي ٤/ ٨٠، الإنصاف للأنباري ص ٤٩٣ وما بعدها، شرح الكافية للرضي ١/ ٩٢، ارتشاف الضرب ٢/ ٨٩١، همع الهوامع ١/ ١٢١، التصريح ٢/ ٢٢٧، ٢٢٨، الأشمونِي ٣/ ٢٧٥.
(٣) هذا جزء من حديث رُوِيَ عن أبِي بُرْدةَ وعائشةَ، رواه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٤١٢، ٥/ ٣٦١، وابنُ ماجَهْ في سننه ١/ ٨٩، ٩٠ كتاب إقامة الصلاة: باب ما جاء في صلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في مرضه.
(٤) تقدم برقم ٣٥٦، ٣/ ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>