للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زائدة، و"إنْ" للشرط، ولا يجوز هذا عند البصريين (١).

وقيل (٢): هي حال مقدرة، والتقدير: إمّا أنْ يَحْدُثَ مِنْهُ عند فَهْمِهِ الشُّكْرُ، فهو علامة السعادة، وَإمّا أنْ يَحْدُثَ مِنْهُ الكُفْرُ، فهو علامة الشقاوة، وذلك كُلُّهُ على ما سَبَقَ في عِلْمِ اللَّه فيهم.

ثم بَيَّنَ ما أعَدَّ للكافرين، فقال: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ} يعني: في جهنم، كل سلسلة سبعون ذراعًا بذراع الرجل الطويل من الخَلْقِ الأول {وَأَغْلَالًا} يعني: في أيديهم تُغَلُّ إلَى أعناقهم {وَسَعِيرًا} وَقُودًا شديدًا.

قرأ أبو جعفر وشيبةُ ونافعٌ، وعاصمٌ برواية أبِي بكر، وهشامٌ والأعمشُ وأيوبُ والكسائيُّ: {سَلَاسِلَ} بإثبات الألف في الوقف والتنوينِ في الوصل،


(١) والدليل على أن البصريين لا يجيزون هذا: أن "إمّا" قد تُحْذَفُ منها "ما" في ضرورة الشعر، ومع ذلك تبقى "إنْ" بمعنى "إمّا"، ولا تكون شرطيةً، فإذا كانت كذلك مع حذف "ما" منها، فَأوْلَى أن تبقى "إما" على معناها، قال سيبويه: وأما قول الشاعر:
لقَدْ كَذَبَتْكَ نَفْسُكَ فاكْذِبَنْها... فَإنْ جَزَعًا، وَإنْ إجْمالَ صبْرِ
فهذا على "إمّا"، وليس "إنِ" الجزاءِ، كقولك: إنْ حَقًّا وَإنْ كَذِبًا، فهذا على "إمّا" محمول، ألا ترى أنك تُدْخِلُ الفاءَ، ولو كانت على "إنِ" الجزاء، وقد استقبلت الكلام، لاحتجت إلَى الجواب، فليس قوله:، "فَإنْ جَزَعًا" كقوله: "إنْ حَقًّا وَإنْ كَذِبًا"، ولكنه على قوله تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}. الكتاب ١/ ٢٦٦، ٢٦٧، وذكر مثله في ٣/ ٣٣٢، وينظرْ: معانِي القرآن للأخفش ص ٥١٩، الكامل للمبرد ١/ ٢٨٩، المقتضب ١/ ١٤٩، ٣/ ٢٨، ٢٩، إعراب القرآن ٥/ ٩٦، المسائل الحلبيات ص ٣٢٩، ٣٣٠، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٤، ٤٣٥، النكت للأعلم ص ٣٤٢.
(٢) ذكره النحاس بغير عزو في إعراب القرآن ٥/ ٩٦، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٥، أمالِيُّ ابن الشجري ٣/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>