للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٤٣ - بَنِي عَمِّنا هَلْ تَذْكُرُونَ بَلاءَنا... عَلَيْكُمْ إذا ما كانَ يَوْمٌ قُماطِرُ (١)

قوله: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} يعني شَرَّ يَوْمِ القيامةِ {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١)} نَضْرةً: حُسْنًا وَبَياضًا فِي الوجوه، وَسُرُورًا: في القلوب لا انقطاع له، وذلك أن المؤمن يَخْرُجُ من قَبْرِهِ يوم القيامة فينظر أمامه، فإذا هو بإنسانٍ وَجْهُهُ مثل الشمس يضحك، طَيِّبُ النَّفْسِ، عليه ثِيابٌ بيضٌ، وعلى رأسه تاجٌ، فَيَنْظُرُ إليه حتى يَدْنُوَ منه، فيقول: سَلالم عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، فيقول: وعليك السلام، مَنْ أنْتَ يا عبد اللَّه؟ أنْتَ مَلَكٌ من الملائكة؟، فيقول: لا، فيقول: أنْتَ نَبِيٌّ من الأنبياء؟ فيقول: لا واللَّهِ، فيقول: أنت من المُقَرَّبِينَ؟ فيقول: لا واللَّهِ، فيقول: مَنْ أنْتَ؟ فيقول: أنا عَمَلُكَ الصّالِحُ، أُبَشِّرُكَ بالجَنّةِ والنَّجاةِ من النار، فيقول له: يا عبد اللَّه: أبعِلْمٍ تُبَشِّرُني؟ فيقول: نَعَمْ، فيقوَل: ما تُرِيدُ مِنِّي؟ فيقول: ارْكَبِنْي، فيقول: سبحانَ اللَّه! ما يَنْبَغِي لِمِثْلِكَ أنْ يُرْكَبَ عليه، فيقول: بَلَى فَإنِّي طالَما رَكِبْتُكَ في دارِ الدُّنْيا، فَإنِّي أسْألُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ إلّا رَكِبْتَنِي، فَيَرْكَبُهُ فيقول: لا تَخَفْ، أنا دَلِيلُكَ إلَى الجَنّةِ، فَيَقَعُ ذلك الفَرَحُ في وَجْهِهِ حتى يَتَلأْلأ، وَيُرْمَى في وَجْهِهِ النُّورُ، والسُّرُورُ في قَلْبِهِ، فذلك قوله: {وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} (٢).

{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا} على طاعته واجتناب معصيته {جَنَّةً وَحَرِيرًا}؛ أي: دُخُولَ جَنّةٍ وَلُبْسَ حَرِيرٍ، فَحُذِفَ المُضافُ {مُتَّكِئِينَ فِيهَا} يعني: في الجنة {عَلَى الْأَرَائِكِ} يعني: على السُّرُرِ عليها الحِجالُ، جَمْعُ حَجَلةٍ وهي السُّتُورُ


(١) البيت من الطويل، لَمْ أقف على قائله.
التخريج: إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٩٩، الكشف والبيان ١٠/ ٩٧، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٢٦.
(٢) هذا الخبر رَوَى الطبَرِيُّ مِثْلَهُ عن عمرو بن قيس المُلَائِيِّ في جامع البيان ٧/ ٢٣٦، ١٦/ ١٥٨، ١٥٩، وينظر: تفسير القرطبي ١١/ ١٥١، تفسير ابن كثير ٣/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>