للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ حُمَيْدٌ الأعْرَجُ: "ثُمَّ" (١) بضم الثاء {رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (٢٠)} وهذا جواب "إذا"، قال مقاتلٌ والكلبِيُّ (٢): هو أنَّ رَسُولَ رَبِّ العِزّةِ مِنَ الملائكة، لا يدخل عليه إلّا بإذنه.

{عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ} قرأ قتادة ومجاهد وابن سِيرِينَ وعَوْنٌ (٣) وابن مُحَيْصِنٍ وأبو جعفر ونافع والأعمش وحمزة وأيوبُ بإسكان الياء (٤) على أنه


= موقعه، قال الفراء: "يقال: إذا رَأيْتَ ما ثَم رَأيْتَ نَعِيمًا، وصلح إضمار "ما" كما قيل: "لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ"، والمعنى: ما بَيْنَكُمْ". معانِي القرآن ٣/ ٢١٨، وهذا القول حكاه مَكِّيُّ عن الأخفش في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٩، قال الزجاج: "وهذا غلط؛ لأن "ما" موصولة بقوله: "ثَمَّ" على هذا التفسير، ولا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة، ولكن "رَأيْتَ" يتعدى في المعنى إلَى "ثَمَّ". معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٦١.
وقال النحاس: "و"ثَمَّ" عند جميع النحويين مَبْنِيٌّ غَيْرُ مُعْرَبٍ لِتَنَقُّلِهِ، وَحَذْفُ "ما" خطأ عند البصريين؛ لأنه يحذف الموصول ويبقي الصلة، فكأنه جاء ببعض الاسم". إعراب القرآن ٥/ ١٠٣، وينظر: التهذيب ١٥/ ٧١، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٩، الكشاف ٤/ ١٩٩، البيان للأنباري ٢/ ٤٨٣، الفريد للهمداني ٤/ ٥٩٢، اللسان: ثمم، البحر المحيط ٨/ ٣٩٠، ٣٩١.
(١) ينظر: شفاء الصدور ورقة ١٩٤/ أ، شواذ القراءة ورقة ٢٥٦، البحر المحيط ٨/ ٣٩١.
(٢) ينظر قولهما في الوسيط ٤/ ٤٠٤، تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٤.
(٣) هو عَوْن العُقَيْلِيُّ، أبو مَعْمَرٍ، تابعيٌّ ثِقةٌ له اختيار في القراءة، أخَذَ القراءة عَرْضًا عن نصر بن عاصم، رَوَى عن أنَسِ بن مالك وَمُطَرِّفِ بن عبد اللَّه وعبد الرحمن بن أبِي بَكْرةَ. [التاريخ الكبير ٧/ ١٥، غاية النهاية ١/ ٦٠٦].
(٤) قرأ بإسكان الياء أيضًا: ابنُ عباس والحسنُ، وأبان والمفضل كلاهما عن عاصم، والأعرجُ وشيبةُ والمطوعيُّ كذلك إلا أنه يضم الهاء، وقرأ الباقون وحَفْصٌ عن عاصم بفتح الياء، ورُويَت عن أبان عن عاصم، وأما قتادة ومجاهد وابن سِيرِينَ فَقَدْ قَرَءُوا: "عَلَيْهِمْ"، لا كما ذكر المؤلف، وهي أيضًا قراءة أبِي حَيْوةَ وابن أبِي عَبْلةَ والزعفراني وأبان، ينظر: السبعة ص ٦٦٤، تفسير القرطبي ١٩/ ١٤٥، البحر المحيط ٨/ ٣٩١، الإتحاف ٢/ ٥٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>