للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اسمٌ موصوفٌ بالفعل، تقول: عَلَاهُمْ مِنْ عالِيهِمْ، وهو في موضع رفع بالابتداء، وخبره {ثِيَابُ سُنْدُسٍ} (١)، وقرأ الباقون بنصب الياء على الصفة؛ أي: فَوْقَهُمْ، وهو نصب على الظرف (٢)، وقيل (٣): على الحال من المضمر فِي "لَقّاهُمْ" أو من المضمر في "جَزاهُمْ"، أعني: الهاء والميم، ومن قرأ: "عَلَيْهِمْ ثِيابُ" فرفعه على الابتداء والخبر.

وقوله: {خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} اختلف القُرّاءُ فيهما أيضًا، فقرأ ابن كثير وأبو بكر والمُفَضَّلُ بالخفض على نعت السندس {وَإِسْتَبْرَقٌ} بالرفع على نعت الثياب، وقرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو عمرو ويعقوب بِضِدِّهِ، وهو الاختيار،


(١) وعلى هذه القراءة يكون "عالِيهِمْ" اسم فاعل من عَلَا يَعْلُو، والمعنى: الذي يَعْلُوهُمْ ثِيابُ سُنْدُسٍ، قاله النَّحّاسُ والأزهري، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ١٠٣، معانِي القراءات ٣/ ١٠٩، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص ١٢٦٠.
(٢) قاله الفراء، وَشَبَّهَهُ بالظروف فقال: "والعرب تقول: قَوْمُكَ داخِلَ الذارِ، فينصبون "داخِلَ الدّارِ"؛ لأنه محل، فـ "عالِيَهُمْ كَذَلِكَ"، معانِي القرآن ٣/ ٢١٨، ٢١٩، وبه قال النحاس وابن خالويه ومَكِّيٌّ، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ١٠٤، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٢٢، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٩، ولكن الزَّجّاجَ اعترض عليه فقال: "وهذا لا نعرفه فِي الظروف، ولو كان ظرفا لَمْ يَجُزْ إسْكانُ الياءِ". معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٢٦٢، وحمله الفارسي على الحال، فقال: "وقد قيل في قوله: "عالِيَهُمْ" في قول مَنْ نَصَبَ: إنه ظرف، والحال أظهر من هذا الوجه، ألا ترى أن عالِيًا لَمْ نعلمه اسْتُعْمِلَ ظَرْفًا كما اسْتُعْمِلَ أعْلَى وَأسْفَلُ ظرفين فِي نحو قوله: "والرَّكْبُ أسْفَلَ مِنْكُمْ"، وَزيْدٌ أعْلَى الحائِطِ". المسائل الشيرازيات ص ١٢٤، وينظر: تهذيب اللغة ٣/ ١٨٥.
(٣) الزَّجّاجُ يجعله حالًا من أحد شيئين: من الضمير في "عَلَيْهِمْ" من قوله: "يَطُوفُ عَلَيْهِمْ"، أو من الوِلْدانِ، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٦٢، ومثلَهُ قال الأزهري في معانِي القراءات ٣/ ١٠٩، ١١٠، والفارسي في الحجة ٣/ ٨٤، والمسائل الشيرازيات ص ١٢٣، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>