للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف القُرّاءُ فيهما، فَخَفَّفَهُما الأعمش وأبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص وخَلَفٌ، وَثَقَّلَهُما الحَسَنُ، وَرُوِيَ ذلك عن عاصم ويعقوب وأهل الشام، وقرأ الباقون بتخفيف العُذْرِ وتثقيل النُّذْرِ (١)، وهما لغتان منصوبان على المصدر، وقيل: نصبهما على المفعول له، أي: للإعذار والإنذار، أو على البدل من {ذِكْرًا} (٢).

وقرأ الشُّمُونِيُّ (٣) والبُرْجُمِيُّ (٤) بضم الذال فيهما، جَمْعُ عاذِرٍ ونَذِيرٍ، نصب على الحال (٥)، وقرأ إبراهيم التَّيْمِيُّ: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} من غير ألف بينهما (٦).

ومن أوَّلِ السورة إلَى هاهنا أقْسامٌ ذكرها اللَّه تعالى، وجوابها قوله: {إِنَّمَا


(١) قرأ: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا} بتثقيلهما أيضًا، زيدُ بنُ ثابت وابن خارجة وطلحة وأبو جعفر وأبو حيوة وعيسى، والأعشى عن أبِي بكر، وقرأ بتخفيف العُذْرِ وتثقيل النُّذْرِ أبو جعفر وشيبة وزيد بن عَلِيٍّ والحَرَمِيّانِ وابن عامر وأبو بكر، ينظر: السبعة ص ٦٦٦، البحر المحيط ٨/ ٣٩٦.
(٢) هذه الأوجه الثلاثة قالها الزَّجّاجُ والأزهري والفارسي، ينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٦٦، معانِي القراءات ٣/ ١١٢، تهذيب اللغة ٢/ ٣١٣، ١٤/ ٤٢١، الحجة للفارسي ٤/ ٨٩، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص ١٢٦٢، عين المعانِي ورقة ١٤١/ أ.
(٣) هو محمد بن حبيب الشُّمُونِيُّ، أبو جعفر الكوفِي، مقرئ ضابط مشهور، أخذ القراءة عَرْضًا عن أبِي يوسف الأعشى، توفي بعد سنة (٢٤٠ هـ). [غاية النهاية ٢/ ١١٤، ١١٥].
(٤) هو عبد الحميد بن صالح بن عجلان، أبو صالح البُرْجُمِيُّ الكُوفِيُّ، مقرئ ثقة صدوق، وهو راوية شعبة ابن عَيّاشٍ، وَرَوَى عن ابن المبارك والفُضَيْلِ بن عِياضٍ وغيرهما، توفي سنة (٢٣٠ هـ). [تهذيب الكمال ١٦/ ٤٤١، ٤٤٢، غاية النهاية ١/ ٣٦٠ - ٣٦١].
(٥) قاله الزَّجّاجُ والنَّحّاسُ والفارسيُّ، وأجازوا أن يكون {عُذْرًا} و {نُذْرًا} مَصْدَرينِ، مثل شَغَلْتُهُ شُغُلًا، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٢٢، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٦٦، إعراب القرآن ٥/ ١١٣، الحجة للفارسي ٤/ ٩٥، وينظر: الكشاف ٤/ ٢٠٣، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٥٩٨.
(٦) وهي قراءة قتادة أيضًا، ينظر: الكشف والبيان ١٠/ ١٠٩، المحرر الوجيز ٥/ ٤١٧، تفسير القرطبي ١٩/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>