للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (٧)} لَكائِنٌ مِنْ أمْرِ الساعة والبعث، و"ما" هاهنا مفصولة من "إنَّ"، ولا يجوز أن تكون هاهنا فاصلةً ولا زائدةً، ألا ترى أن في خَبَرِها اللَّامَ المُؤَكِّدةَ لِخَبَرِ "إنَّ"، وحُذفت الهاء لطول الاسم، والتقدير: إنَّ الذي تُوعَدُونَهُ لَواقِعٌ من الحساب والثواب والعقاب (١).

ثم ذكر متى يقع ذلك، فقال تعالى: {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨)} رفع بالابتداء والخبر، وكذلك ما بعدها (٢)؛ أي: ذهب ضَوْؤُها، فصارت بعد الضوء إلَى السَّوادِ، وهي مرفوعة بإضمارِ فِعْلٍ مثلِ هذا؛ لأن "إذا" هاهنا بمنزلة حرف المجازاة، هكذا ذكره الصَّفّارُ (٣)، {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (٩) أي: انشقت، وقيل: فتحت فكانت أبوابًا {وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (١٠)} يعني: قُلِعَتْ من أُصُولِها حتى اسْتَوَتْ الأرضُ كما كانت أوَّلَ مَرّةٍ، كقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}. الآية" (٤).


(١) من أول قوله: "وما هاهنا مفصولة من "إنَّ" قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ١١٤، ومعنى كلامه أنها اسم موصول بمعنى "الذي".
(٢) هذا على مذهب الكوفيين والأخفش، وهو أن الاسم المرفوع بعد "إذا" مبتدأ، ينظر: الخصائص ١/ ١٠٥، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٤٦، الفريد ٤/ ٥٩٨، مغني اللبيب ص ١٢٧، ٧٥٧.
(٣) يعني النحاس، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ١١٤، وهو بذلك يناقض نفسه؛ لأنه قبل قليل ذكر أن الاسم المرفوع بعد {إِذَا} مبتدأ، وهنا نقل عن النحاس أن المسألة من باب الاشتغال، وأن هذا الاسم فاعل بفعل محذوف يفسره المذكور، وهو مذهب البصريين، ينظر: الكتاب ١/ ١٠٦ - ١٠٧، المقتضب ٢/ ٧٢ وما بعدها، ٤/ ٣٤٨، المسائل المشكلة ص ٢١٥، الإغفال ٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧، الإنصاف ص ٦١٥ وما بعدها، أسرار العربية ص ٦٦، شرح الكافية للرضي ١/ ٤١٨ - ٤٢٠، وغيرها.
(٤) طه ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>