للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على التفسير، و {كُلَّ شَيْءٍ} نصب بإضمار فعل تفسيره ما بعده تقديره: وَأحْصِى كُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْناهُ ـ {فَذُوقُوا}؛ أي: ويُقالُ لهم: ذُوقُوا جَزاءَ أعمالكم {فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (٣٠)}.

ثم ذكر المتقين وثوابهم، فقال تعالى: {إنَّ لِلمُتَّقِينَ مَفَازًا (٣١)} ويعني: سعادة ونجاة من العذاب وَظَفَرًا بما يريدون، يقال: فازَ فُلَانٌ بالأمر: إذا ظَفِرَ به، ثم نعت مالهم من الكرامة فقال: {حَدَائِقَ} جمع حديقة {وَأَعْنَابًا} جمع عِنَبٍ، يعني: أشجار الجنة وثمارها، وقال طاهر بن أحمد (١): {حَدَائِقَ} بدل من {مَفَازًا}، وهو بَدَلُ نَكِرةٍ من نَكِرةٍ، قال: ومثله من الشعر:

٤٦١ - وَكُنْتُ كَذِي رِجْلَيْنِ: رِجْلٍ صَحِيحةٍ... وَرِجْلٍ رَمَى فِيها الزَّمانُ فَشَلَّتِ (٢)

{وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (٣٣)} مُسْتَوِياتٍ في السِّنِّ، نَواهِدَ قد تَكَعَّبَتْ ثُدِيُّهُنَّ، واحدتها: كاعِبٌ قال بِشْرُ بنُ أبِي خازِمٍ (٣):


(١) هذا النص في شرح المقدمة المُحْسبة لطاهر بن أحمد ص ٤٢٥، ومثله في شرحه جمل الزجاجي ١/ ٥٧، وأضاف أيضًا، في شرح الجمل: "وقد يجوز الرفعُ في "رِجْلٍ" على تقدير: مِنْهُما رِجْلٌ، أو إحْداهُما رِجْلٌ". شرح جمل الزجاجي لطاهر بن أحمد ١/ ٦٠.
(٢) البيت من الطويل، لِكُثَيِّرِ عَزّةَ.
التخريج: ديونه ص ٩٩، الكتاب ١/ ٤٣٣، معاني القرآن للفراء ١/ ١٩٢، ٣/ ٢٤٦، مجاز القرآن ١/ ٨٧، المقتضب ٤/ ٢٩٠، جامع البيان ٣/ ٢٦٤، ٣٠/ ١١٥، معانِي القرآن وإعرابه ١/ ٣٨١، الجمل للزجاجي ص ٢٤، أمالِيُّ القالِي ٢/ ١٠٨، البصائر والذخائر ٢/ ٢٢١، أمالِيُّ المرتضى ١/ ٤٦، أمالِيُّ المرزوقي ص ٣٦١، الحلل ص ٢٦، تاريخ دمشق ٦٩/ ٢١١، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٦٠، ٢/ ١٠٠، شرح التسهيل لابن مالك ٣/ ٣٣٣، شرح الكافية للرضي ٢/ ٤٤١، ارتشاف الضرب ص ١٩٦٤، مغني اللبيب ص ٦١٤، خزانة الأدب ٥/ ٢١١، ٢١٨.
(٣) بِشْرُ بن أبِي خازِمٍ عَمْرِو بن عوف، أبو نوفل الأسديُّ، شاعر جاهليٌّ فحل من الشجعان، =

<<  <  ج: ص:  >  >>