للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سهَرَهُمْ وَنَوْمَهُمْ، وأصلها: مَسْهُورةٌ وَمَسْهُورٌ فيها، فَصُرِفَتْ من "مَفْعُولةٍ" إلَى "فاعِلةٍ" كما قيل: {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (١)؛ أي: مَرْضِيّة.

وقيل (٢): السّاهِرةُ: أرض القيامة؛ لأنهم يَسْهَرُونَ عليها، فلا يَنامُونَ لِتَصاعُبِ الشُّغُلِ في القِيامةِ، وقيل (٣): هي أرض بالشام، وقيل: هي جهنم، وقيل (٤): السّاهِرةُ في كلام العرب: الأرض الواسعة المَخُوفةُ التي يُسْهَرُ فيها من الخوف، وقيل (٥): السّاهِرةُ: جَبَلٌ عند بيت المَقْدِسِ، وقيل: هي فوق الأرض، وقال ابن عباس (٦): السّاهِرةُ: أرض مكة، قال الشاعر:

٤٦٧ - وَفِيها صَيْدُ ساهِرةٍ وَبَحْرٍ

تَمامُهُ:

وَما فاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ (٧)

أي: لَحْمُ البَرِّ والبَحْرِ.


(١) الحاقة ٢١، القارعة ٧.
(٢) حكاه ياقوت عن ابن عباس فِي معجم البلدان ٣/ ٢٠٢، وينظر: غريب القرآن للسجستانِي ص ١٧٢، تفسير القرطبي ١٩/ ١٩٩.
(٣) قاله عثمان بن أبي العاتكة وسفيان الثوري، ينظر: زاد المسير ٩/ ٢٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٠٠.
(٤) قاله النحاس في إعراب القرآن ٥/ ١٤٢.
(٥) قاله وهب بن منبه، ينظر: معجم البلدان ٣/ ٢٠٢، زاد المسير ٩/ ٢٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٠٠.
(٦) ينظر قوله في شفاء الصدور ورقة ٢٠٥/ أ، البحر المحيط ٨/ ٤١٣.
(٧) البيت من الوافر، لأُمَيّةَ بن أبِي الصَّلْتِ يَذْكُرُ الجَنّةَ، ورواية ديوانه: "وَفِيها لَحْمُ ساهِرةٍ"، والساهرة هنا: الأرض. =

<<  <  ج: ص:  >  >>