للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَمْرِهِ} و"بالِغٌ أمْرَهُ" (١) و {مُوهِنُ كَيْدِ} (٢) و"مُوهِنٌ كَيْدَ"، ومعنى الآية: إنما أنت مُخَوِّفُ مَنْ يَخافُ قِيامَها؛ أي: إنما يَنْفَعُ إنْذارُكَ مَنْ يَخافُها، فأما مَنْ لا يَخافُها لَمْ يَنْفَعْهُ الإنذارُ.

{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا} يعني الساعة {لَمْ يَلْبَثُوا} قيل: في الدنيا، وقيل: في قبورهم، وقيل: في موقف القيامة {إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (٤٦)} قال الفَرّاءُ (٣): ليس لِلْعَشِيّةِ ضُحًى، إنما الضُّحَى لِصَدْرِ النهار، ولكن هذا ظاهرٌ من كلام العرب أنْ تقول: آتِيكَ العَشِيّةَ أو غَداتَها، إنما معناه: آخِرَ يَوْمٍ وَأوَّلَهُ، قال: وأنشدنِي بعض بني عُقَيْلٍ:

٤٦٩ - نَحْنُ صَبَحْنا عامِرًا فِي دارِها

جُرْدًا تَعادَى طَرَفَيْ نَهارِها

عَشِيّةَ الهِلالِ أوْ سِرارِها (٤)


(١) الطلاق ٣.
(٢) الأنفال ١٨، وقد قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: {مُوهِنٌ} بالتنوين {كَيْدَ} بالنصب، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر: {مُوَهِّنٌ} بالتنوين وتشديد الهاء، وقرأ الباقون، وحفصٌ عن عاصم بالإضافة، ينظر: السبعة ص ٣٠٤، ٣٠٥، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٢٢، ٢٢٣، النشر ٢/ ٢٧٦.
(٣) معانِي القرآن ٣/ ٢٣٤، ٢٣٥، والبيت الثانِي في هذا الرجز لَمْ ينشده الفراء.
(٤) الأبيات من الرجز المشطور، لبعض بني عقيل.
اللغة: صَبَحْنا عامِرًا: أتَيْناهُمْ صَباحًا، جُرْدًا؛ أيْ: بِخَيْلٍ جُرْدٍ وَهِيَ القَصِيرةُ الشَّعَرِ، السِّرارُ بفتح السين وكسرها، والفتح أفصح: آخِرُ الشَّهْرِ لَيْلةَ يَسْتَسِرُّ الهِلالُ؛ أيْ: يَخْتَفِي.
التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٣٥، غريب الحديث للهروي ٢/ ٨٠، جامع البيان ٣٠/ ٦٣، تهذيب اللغة ٤/ ٢٦٥، ١٢/ ٢٨٥، مقاييس اللغة ٣/ ٦٧، الكشف والبيان ١٥/ ١٢٩، زاد المسير ٩/ ٢٥، عين المعانِي ورقة ١٤٢/ أ، تفسير القرطبي ١٩/ ٢١٠، =

<<  <  ج: ص:  >  >>