للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: وَأدَ يَئِدُ وَأْدًا فهو وائِدٌ، ومَوْءُودٌ، فالفاعل وائِدٌ، والفاعلة وائِدةٌ، والفاعلات وائِداتٌ، والمفعول به مَوْءُودٌ (١).

ومعنى قوله: {سُئِلَتْ}؛ أي: طُولِبَ بِها، من قولهم: سَألْتُ فُلَانًا؛ أي: طَلَبْتُ منه (٢)، قال الفَرّاءُ (٣): سُئِلَتِ المَوْءُودةُ فَقِيلَ لَها: بِأيِّ ذَنْبٍ قُتِلْتِ؟ ومعنى سؤالها تَوْبِيخُ قاتِلِها؛ لأنها تقول: قُتِلْتُ بغير ذَنْبٍ، ومَنْ قرأ: "سَألَتْ" (٤) قال: معناه: طَلَبَتْ من صاحبها فِيمَ قَتَلَها؟

وفي سؤالها تَنْبِيهٌ على طَلَبِها بِحَقِّها مِنْ قاتِلِها، والدليل على ذلك قوله: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) يعني: أنها قُتِلَتْ بغير ذنب، وفي الآية دلالة واضحة على الصبر على البنات، والنَّفَقةِ عليهن وَتَرْبِيَتِهِنَّ، والتحذيرِ من خوف الفقر، قال


= ديوان الأدب ٢/ ٣٤٢، تهذيب اللغة ١٣/ ١٨٦، مقاييس اللغة ٢/ ٤٧٣، الصحاح ص ٢٤٩، ٢٥٠، الكشف والبيان ١٠/ ١٣٩، تاريخ دمشق ٤١/ ٣٣، مجمع البيان ١٠/ ٢٧٧، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٣٣، اللسان: ربت، زمت، ضمن، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ١٨٣، تاج العروس: ربت، زمت، موت، ضمن.
(١) قاله الخليل والزجاج، ينظر: العين ٨/ ٩٧، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٩٠، وينظر: تهذيب اللغة ١٤/ ٢٤٤، وقال الجوهري: "وكانت كِنْدةُ تَئِدُ البناتِ". الصحاح ٢/ ٥٤٦.
(٢) هذا قول ثعلب، حكاه عنه النقاش في شفاء الصدور ورقة ٢١٣/ ب، وقال النحاس: "وفي معنى "سُئِلَتْ" قولان، أحدهما: أن المعنى: طُلِبَ منها: مَنْ قَتَلَها؟ توبيخًا له، فقيل لها: مَنْ قَتَلَكِ؟ ". إعراب القرآن ٥/ ١٥٨، وقاله المرتضى في أماليه ٢/ ٢٧٩.
(٣) معانِي القرآن ٣/ ٢٤٠، ٢٤١، وهذا معنى كلامه لا لفظه.
(٤) قرأ بها عبدُ اللَّه بنُ مسعود وعَلِيُّ بنُ أبِي طالب وعبدُ اللَّه بنُ عباس، رضي اللَّه عنه، وجابرُ ابنُ زيد وأبو الضحى ومجاهدٌ والضحاكُ وأبو صالِحٍ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٩، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٣٣، البحر المحيط ٨/ ٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>