للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّه تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} (١).

وفي الآية رَدٌّ على مَنْ زَعَمَ أن أطفال المشركين في النار؛ لقوله تعالى: {بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)}، فكيف يُعَذُّبُ أطفالُ المشركين بغيرِ ذنبٍ؟ رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: "أطْفالُ المشركين في الجَنّةِ، فمن زَعَمَ أنهم في النار فقد كَذَبَ؛ لقوله تعالَى: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩)} (٢)، وَرُوِيَ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه سُئِلَ عَنْ أطْفالِ المُشْرِكِينَ فقال: "يَكُونُونَ خَدَمًا لأهلِ الجَنّةِ" (٣)، وَرُوِيَ عنه أيضًا أنه قال: "اللَّهُ أعْلَمُ بِما كانُوا عامِلِينَ" (٤).

وأما ما وَرَدَ من الأخبار بأن أطفال المشركين في النار فما رُوِيَ عن ابن مسعود -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الوائِدةُ والموءودة فِي النار" (٥)، وعن عائشة - رضي اللَّه عنها- قالت: "سَألْتُ رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن


(١) الإسراء ٣١، وهذا الكلام قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ٢١٣/ ب.
(٢) ينظر: شفاء الصدور ورقة ٢١٤/ أ، تفسير ابن كثير ٤/ ٥٠٩، الدر المنثور ٦/ ٣١٩.
(٣) رُوِيَ هذا الحديث عن أنس وسَمُرةَ بن جُنْدُبٍ، رواه الطبرانِيُّ في المعجم الأوسط ٥/ ٢٩٤، والمعجم الكبير ١/ ٢٤٤، وذكره النقاشُ في شفاء الصدور ورقة ٢١٤/ أ، والهيثميُّ في مجمع الزوائد ٧/ ٢١٩ كتاب القَدَرِ: باب في أولاد المشركين، وينظر: الدر المنثور ٣/ ١٤٤.
(٤) رُوِيَ هذا الحديث عن ابن عباس وأبِي هريرة، رواه الإمام أحمد في المسند ١/ ٢١٥، ٣٢٨، ٣٤١، ٣٥٨، ٢/ ٢٤٤، ٢٥٩، ٢٦٨، ٣٩٣، والبخاري في صحيحه ٢/ ١٠٤ كتاب الجنائز: باب ما قيل في أولاد المشركين، ٧/ ٢١٠، ٢١١ كتاب الرقاق: باب "اللَّهُ أعْلَمُ بما كانُوا عامِلِينَ"، ورواه مسلم في صحيحه ٨/ ٥٤ كتاب القَدَرِ: باب "كل مولود يولد علَى الفطرة".
(٥) رواه أبو داود في سننه ٢/ ٤١٧ كتاب السنّة: باب في ذراري المشركين، والطبرانِيُّ في المعجم الكبير ١٠/ ٩٣، ١٣٨، وينظر: شفاء الصدور للنقاش ورقة ٢١٤/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>