للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"يُحْشَرُ الناسُ يوم القيامة عُراةً حُفاةً"، قالتْ: قلتُ: يا رسول اللَّه: كَيْفَ النِّساءُ؟ قال: "يُشْغَلُ النّاسُ يا أُمَّ سَلَمةَ"، قالتْ: قلتُ: وما يَشْغَلُهُمْ يا رسول اللَّه؟ قال: "نَشْرُ الصُّحُفِ، فِيها مَثاقِيلُ الذَّرِّ وَمَثاقِيلُ الخَرْدَلِ" (١).

{وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (١١) أي: نُزِعَتْ، فَطُوِيَتْ كما يُكْشَطُ الغِطاءُ عن القِدْرِ، وفي قراءة عبد اللَّه: "قُشِطَتْ" (٢) بالقاف، والمعنى واحد، يقال: كَشَطْتُ الجِلْدَ وَقَشَطْتُهُ بمعنًى واحدٍ: إذا نَزَعْتَهُ، والعرب تقول: كَافُورٌ وَقافُورٌ، وَكَفٌّ وَقَفٌّ، والكَشْطُ والقَشْطُ، والحرفان إذا تَقارَبا فِي المَخرَجِ جاز [تَعاقُبُهُما] (٣) في اللغة (٤).

{وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) أي: قُرِّبَتْ وَأُظْهِرَتْ وَأُوقِدَتْ لِلْكافِرِينَ، قال قتادة (٥): وَسَعَّرَها غَضَبُ اللَّهِ وَخَطايا بَنِي آدَمَ، قرأ أهل المدينة بالتشديد،


(١) رواه الطبرانِيُّ في المعجم الأوسط ١/ ٢٥٤، وذكره القرطبي في تفسيره ١٩/ ٢٣٤، والهيثميُّ في مجمع الزوائد ١٠/ ٣٣٢ كتاب البعث: باب كيف يحشر الناس.
(٢) وهي أيضًا، قراءة ابن أبِي عَبْلةَ، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٩، شواذ القراءة للكرمانِيِّ ورقة ٢٦٠، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٣٥.
(٣) زيادة يقتضيها السياق من معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٤١.
(٤) من أول قوله: "نُزِعَتْ فَطُوِيَتْ كما يُكْشَطُ" قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٤١، ثم قال الفَرّاءُ: "إذا تَقارَبَ الحرفان في المَخْرَجِ تَعاقَبا في اللغات، كما يُقالُ: جَدَفٌ وَجَدَثٌ، تعاقبت الفاء الثاء في كثير من الكلام، كما قيل: الأثافِيُّ والأثاثِيُّ، وَثَوْبٌ فُرْقُبِيٌّ وَثُرْقُبِيٌّ، وَوَقَعُوا في عاثُورِ شَرٍّ وَعافُورِ شَرٍّ"، وقال ابن السِّكِّيتِ: "الفَرّاءُ: وقد قَشَطْتُ عنه جِلْدَهُ وَكَشَطْتُ، قال: وقريش تقول: "كُشِطَتْ"، وقيس وتميم وأسَدٌ تقول: "قُشِطَتْ"، وفي مصحف عبد اللَّه بن مسعود: "قُشِطَتْ" بالقاف". الإبدال لابن السكيت ص ١١٣ - ١١٤، وينظر: معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٩١، إعراب القرآن ٥/ ١٥٩، الإبدال والمعاقبة والنظائر ص ٧٩ - ٨١، ديوان الأدب ٢/ ١٦٩، الصحاح ٣/ ١١٥٥.
(٥) ينظر قوله في جامع البيان ٣٠/ ٩٢، شفاء الصدور ورقة ٢١٤/ ب، مجمع البيان ١٠/ ٢٧٨، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>