للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٨١ - أما -وَكتابِ اللَّهِ- لا عَنْ شَناءةٍ... هُجِرْتُ، وَلَكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ (١)

واختار أبو عبيد هذه القراءة، وقال (٢): إنهم لَمْ يُبَخِّلُوهُ، فنَحْتاجَ إلَى أنْ نَنْفِيَ عنه ذلك البُخْلَ، ولكنْ كَذَّبُوهُ واتَّهَمُوهُ، وقيل: معنى قوله: "بظَنِينٍ"؛ أي: بضَعِيفٍ، حكاه الفَرّاءُ (٣) والمُبَرِّدُ (٤)، يقال: رَجُلٌ ظَنِين؛ أي: ضَعِيفٌ، وَبِئْرٌ ظَنُونٌ: إذا كانت ضعيفةَ الماء.

{وَمَا هُوَ} يعني القرآن {بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (٢٥) أي: أنَّ القرآن ليس بِكَهانةٍ ولا شِعْرٍ كما يقولون {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦)} يا أهل مكة؛ أي: إلَى أيِّ طَرِيقٍ


(١) البيت من الطويل، لِنَهارِ بنِ تَوْسِعةَ اليَشْكُرِيِّ، وَنُسِبَ لعبد الرحمن بن حَسّانَ، وليس في ديوانه المجموع، ويُرْوَى:
فَلَا، وَيَمِينِ اللَّهِ، لَا عَنْ جِنايةٍ
التخريج: الكامل للمبرد ١/ ١٥، تهذيب اللغة ١٤/ ٣٦٤، الكشف والبيان ١٠/ ١٤٣، ذكر الفرق بين الأحرف الخمسة ص ٣٨، عين المعانِي ورقة ١٤٢/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٤٢، اللسان: ظنن، التاج: ظنن.
(٢) ينظر اختياره وقوله في إعراب القرآن للنحاس ٥/ ١٦٣، الكشف والبيان ١٠/ ١٤٣، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٤٢.
(٣) قال الفراء: "وتقول: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (٢٤)}: بِضَعِيفٍ، يقول: هو مُحْتَمِلٌ له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو الشيء القليل: هو ظَنُونٌ، سمعتُ بعض قُضاعةَ يقول: ربما دَلَّكَ على الرَّأْيِ الظَّنُونُ، يريد: الضَّعِيفُ من الرجال، فإن يكن معنى ظَنِينٍ ضعيفًا، فهو كما قيل: ماءٌ شَرِيبٌ وَشَرُوبٌ". معانِي القرآن ٣/ ٢٤٣.
(٤) المبرد ذكر أن الظَّنِينَ معناه المُتَّهَم، فقال: "وقوله: "أوْ ظَنِينًا في ولاءٍ أو نَسَبٍ" فهو المُتَّهَمُ، وأصله مَظْنُونٌ، وهي ظَنَنْتُ التي تتعدى إلَى مفعول واحد، تقول: ظَنَنْتُ بِزَيْدٍ، وَظَنَنْتُ زَيْدًا، أي: اتَّهَمْتُ، ومن ذلك قول الشاعر، أحسبه عبد الرحمن بن حسان:
فَلا وَيَمِينِ اللَّهِ ما عَنْ جِنايةٍ... هُجِرْتُ وَلَكِنَّ الظَّنِينَ ظَنِينُ
وفي بعض المصاحف: "وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينِ". الكامل في اللغة والأدب ١/ ١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>