للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَسْلُكُونَ عن هذا القرآن الذي فيه الشفاء والبيان؟ قال الشاعر:

٤٨٢ - تَصِيحُ بِنا حَنِيفةُ إذْ رَأتْنا... وأيَّ الأرْضِ تَذْهَبُ لِلصِّياحِ؟ (١)

يريد: إلى أيِّ الأرْضِ تَذْهَبُ؟ (٢).

ثم بيَّنَ أن القرآن ما هو؟ فقال: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٢٧) أي: مَوْعِظةٌ لِلْخَلْقِ أجْمَعِينَ {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) أي: يُقِيمَ على الحق والإيمان، ويَتْرُكَ الكُفْرَ والطُّغْيانَ.


(١) البيت من الوافر، لِعَتِيِّ بن مالك العُقَيْلِيِّ.
التخريج: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٤٣، إصلاح المنطق ص ٨٧، جامع البيان ٣٠/ ١٠٤، جمهرة اللغة ص ١٣١٨، الكشف والبيان ١٠/ ١٤٣، تهذيب إصلاح المنطق ص ٢٣٤، مجمع البيان ١٠/ ٢٨٠، عين المعانِي ورقة ١٤٢/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٤٣، اللسان: أيا، اللباب فِي علوم الكتاب ٢٠/ ١٩٢، التاج: أي.
(٢) يعني أنه على حذف حرف الجر، والمعنى: فَإلَى أيْنَ تَذْهَبُونَ؟ وهذا ما ذهب إليه الفَرّاءُ، فقال: "العرب تقول: إلَى أيْنَ تَذْهَبُ؟ وَأيْنَ تَذْهَبُ؟ ويقولون؟ ذَهَبْتُ الشّامَ، وَذَهَبْتُ السُّوقَ، وانْطَلَقْتُ الشّامَ، وانطلقتُ السُّوقَ، وخرجتُ الشّامَ، سمعناه في هذه الأحرف الثلاثة: خَرَجْتُ وانْطَلَقْتُ وَذَهَبْتُ. . واستجازوا في هؤلاءِ الأحْرُفِ إلْقاءَ "إلَى" لكثرة استعمالهم إياها". معانِي القرآن ٣/ ٢٤٣.
ولكن سيبويه لَمْ يَحْكِ عن العرب إلّا قولهم: ذَهَبْتُ الشّامَ، وَدَخَلْتُ البَيْتَ، وَعَدَّهُ، مع ذلك، شاذًّا، فقال: "وقد قال بعضهم: ذَهَبْتُ الشّامَ، يُشَبِّهُهُ بالمبهم، إذْ كان مكانا يقع عليه المكان والمذهب، وهذا شاذٌّ؛ لأنه ليس في ذَهَبَ دليل على الشام، وفيه دليل على المذهب والمكان، ومثل ذهبت الشام: دَخَلْتُ البَيْتَ". الكتاب ١/ ٣٥.
قال النحاس: "وعلى قول البصريين لا يقيسون من هذا شيئًا". إعراب القرآن ٥/ ١٦٤، وقال السمين الحلبي: "ولا حاجة إلَى ذلك البَتّةَ [يعني ما ذهب إليه الفراء]؛ لأنه ظرف مكان مبهم لا يختص". الدر المصون ٦/ ٤٨٧، وقال العكبري: "ويجوز أن يحمل على المعنى، كأنه قال: أيْنَ تؤمنون؟ ". التبيان ص ١٢٧٣، وينظر: اللسان: أيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>