للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو بكر بن طاهر الأبْهَرِيُّ في هذا المعنى:

٤٨٤ - يا مَنْ غَلَا فِي العُجْبِ والتِّيهِ... وَغَرَّهُ طُولُ تَمادِيهِ

أمْلَى لَكَ اللَّه فَبارَزْتَهُ... وَلَمْ تَخَفْ غِبَّ مَعاصِيهِ (١)

وقال عبد اللَّه بن مسعود: "ما مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ إَلَّا سَيَخْلُو اللَّهُ بِهِ يَوْمَ القيامة، فَيَقُولُ: "يا ابنَ آدَمَ: ما غَرَّكَ بِي؟ يا ابن آدم: ما عَمِلْتَ فِيما عَلِمْتَ؟ يا ابن آدَمَ: ماذا أجَبْتَ المُرْسَلِينَ؟ " (٢).

وقوله: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) أي: خَلَقَكَ قائمًا معتدلًا حَسَنَ الصورة، قرأ أهلُ الكوفة بتخفيف الدال؛ أي: صَرَفَكَ وَأمالَكَ إلَى أيِّ صورةٍ شاءَ، قبيحًا وجميلًا، وقصيرًا وطويلًا (٣)، وقيل (٤): صَرَفَكَ من الكفر إلَى الإيمان، وقرأ الباقون بالتشديد (٥)؛ أي: قَوَّمَكَ فَجَعَلَكَ مُعْتَدِلَ الخَلْقِ،


(١) البيتان من السريع، لأبِي بكر بن طاهر الأبْهَرِيِّ كما ذكر المؤلف.
اللغة: التِّيهُ: الصَّلَفُ والكِبْرُ، غِبُّ الشيءِ: عاقِبَتُهُ وآخِرُهُ.
التخريج: الكشف والبيان ١٠/ ١٤٧، الوسيط ٤/ ٤٣٥، عين المعاني ١٤٣/ أ، القرطبي ١٩/ ٢٤٦.
(٢) رواه الطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٩/ ١٨٢، وينظر: الوسيط للواحدي ٤/ ٤٣٥، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/ ٣٤٧ كتاب البعث: باب ما جاء في الحساب.
(٣) قاله الفراء وابن قتيبة، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٤٤، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥١٨، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ٢/ ٢١١، زاد المسير ٩/ ٤٨، القرطبي ١٩/ ٢٤٦، اللسان: عدل.
(٤) قاله أبو عمر الزاهد في ياقوتة الصراط ص ٥٥٩.
(٥) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: {فَعَدَّلَكَ} بالتشديد، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش والحسن وعمرو بن عبيد وطلحة وعيسى بن عمر وأبو جعفر: "فَعَدَلَكَ" =

<<  <  ج: ص:  >  >>