للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الفَرّاءُ (١): وسمعتُ بعض العرب يقول: الثَّوْبُ أحْمَرُ كَأنَّهُ الشَّفَقُ.

وعن ابن عُمَرَ قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الشَّفَقُ الحُمْرةُ" (٢)، ويقال لِلْمَغْرةِ: الشَّفَقُ (٣) {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧) أي: جَمَعَ وَضَمَّ، وذلك أن الليل يَضُمُّ كُلَّ شيء إلَى مَأْواهُ، واسْتَوْسَقَ الشَّيْءُ: إذا اجْتَمَعَ وَكَمُلَ (٤)، ومنه قيل للطعام المجتمع: وَسْقٌ، وهو سِتُّونَ صاعًا، واسْتَوْسَقَتِ الإبِلُ: إذا اجْتَمَعَتْ وانْضَمَّتْ (٥)، قال الشاعر:

٤٩٧ - إنَّ لَنا قَلائِصًا حَقائِقا

مُسْتَوْسِقاتٍ لَمْ يَجِدْنَ سائِقا (٦)


(١) معانِي القرآن ٣/ ٢٥١.
(٢) تَمامه: "فإذا غابَ الشَّفَقُ وَجَبَتِ الصَّلاةُ"، رواه عبد الرزاق في مصنفه ١/ ٥٥٩، والبيهقيُّ في السنن الكبرى ١/ ٣٧٣ كتاب الصلاة: باب في دخول وقت العشاء، وينظر: المصنف لابن أبِي شيبة ١/ ٣٦٨، الوسيط للواحدي ٤/ ٤٥٤.
(٣) المَغَرةُ بسكون الغين وفتحها: طِينٌ أحْمَرُ يُصْبَغُ به، والأمْغَرُ: الأحْمَرُ الشَّعَرِ والجِلْدِ على لون المَغرةِ، وَثَوْبٌ مُمَغَّرٌ: مَصْبُوغٌ بِالمَغْرةِ. اللسان: مغر.
(٤) قاله أبو بكر السجستانِيُّ في غريب القرآن ص ١٧٦.
(٥) قاله الطبري والنقاش، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ١٥٠، شفاء الصدور ورقة ٢٢٢/ ب، وينظر أيضًا: الصحاح ٤/ ١٥٦٦، الكشف والبيان ١٠/ ١٦٠.
(٦) البيتان من الرجز المشطور، لِلْعَجّاجِ.
اللغة: القَلَائِصُ: جَمْعُ قَلُوصٍ وَهِيَ الفَتِيّةُ مِنَ الإبِلِ، الحَقائِقُ: جَمْعُ حِقّةٍ وَهِيَ البَكْرةُ التِي اسْتَوْفَتْ ثَلَاثَ سِنِينَ، مُسْتَوْسِقاتٌ: مُجْتَمِعاتٌ.
التخريج: ملحق ديوان العجاج ص ٤٠٦، مجاز القرآن ٢/ ٢٩١، الفاضل للمبرد ص ١٠، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠٥، إيضاح الوقف والابتداء ص ٦٦، ٩٧، ديوان الأدب ٣/ ٢٨٣، تهذيب اللغة ٩/ ٢٣٥، إعراب القراءات السبع ١/ ٣٠، المحتسب ١/ ٣٦١، الكشف والبيان ١٠/ ١٦١، الكشاف ٤/ ٢٣٠، زاد المسير ٩/ ٦٦، تفسير القرطبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>