للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَعَ في بَناتِ طَبَقٍ (١)، قال الشاعر:

٤٩٨ - الصَّبْرُ أَجْمَلُ والدُّنْيا مُفَجِّعةٌ... مَنْ ذا الذِي لَمْ يَذُقْ مِنْ عَيْشِها رَنَقا

إذا صَفا لَكَ مِنْ مَسْرُورِها طَبَقٌ... أهْدَى لَكَ الدَّهْرُ مِنْ مَكْرُوبِها طَبَقا (٢)

وما بعده ظاهر التفسير إلَى قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (٢٣)} يعني كفار مكة، أي: بِما يجمعون فِي قلوبهم من الكفر والتكذيب بالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويُوعُونَهُ كما يُوعَى المَتاعُ فِي الوِعاءِ، يقال: وَعَيْتُ في قَلْبِي كذا وكذا، وَفُلَانٌ واعٍ، و {أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} (٣)، وَأوْعَيْتُ المَتاعَ فَأنا مُوعٍ (٤)، ثم قال: {فَبَشِّرْهُمْ} يا محمد {بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (٢٤) أي: وَجِيعٍ.

ثم اسْتَثْنَى منهم المؤمنينَ، فقال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ


(١) هذا كلام الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٥٢.
و"وقع في بنات طبق" مَثَلٌ يُقال للداهية، وبنتُ طَبَقٍ: سُلَحْفاةٌ؛ وتزعم العرب أنَّها تبيض تسعًا وتسعين بَيْضةً كلُّها سَلَاحِفُ، وَتَبِيضُ بَيْضةً تَنْقَفُ عن أسوَدَ أي: حَيّةٍ، انظر: ديوان الأدب ١/ ٢٢٤، الصحاح ٤/ ١٥١١، جمهرة الأمثال ١/ ١٤٦، مجمع الأمثال ١/ ١٦٥، المستقصى ٢/ ٣٦.
(٢) البيتان من البسيط، لِحارِثةَ بنِ بَدْرٍ الغُدانِيِّ، ويُرْوَى عَجُزُ الأوَّلِ:
مَنْ ذا الذِي لَمْ يُجَرَّعْ مَرّة حَزَنا
اللغة: الرَّنَقُ: مصدر قولك: رَنقَ الماءُ: إذا كَدِرَ، وعَيْشٌ رَنقٌ؛ أي: كَدِرٌ.
التخريج: التعازي والمراثي للمبرد ص ٨، الكشف والبيان ١٠/ ١٦٢، مجمع البيان ١٠/ ١٠/ ٣٠٣ - ٣٠٤، عين المعانِي ورقة ١٤٣/ ب.
(٣) من قوله تعالى: "لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيةٌ". الحاقة ١٢.
(٤) ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٩٢، معانِي القرآن للأخفش ص ٥٣٤، إصلاح المنطق ص ٢٢٨، ٢٢٩، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٢١، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٠٦، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٧٦ شفاء الصدور ٢٢٣/ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>