للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعناها: والذي أخْرَجَ المَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثاءً؛ أي: يابسًا، أحْوَى؛ أي: أسْوَدَ مِنْ قِدَمِهِ، هكذا ذكره العَزِيزِيُّ (١).

قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (٦) أي: سَنَجْعَلُكَ يا محمد قارِئًا بأن نُلْهِمَكَ القُرْآنَ، فلا تَنْسَى ما تَقْرَؤُهُ أبَدًا، و"لا" بمعنى "لَيْسَ"، وهو خَبَرٌ، وليس بِنَهْيٍ؛ إذْ لَا يَجُوزُ أنْ يُنْهَى الإنْسانُ عن النِّسْيانِ؛ لأنه ليس باختياره (٢)، وقال صاحب "إنسان العين" (٣): هو نَهْيٌ، وإثْباتُ الألِفِ كقول الراجز:

٥٠٨ - إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فَطَلِّقْ

وَلَا تَرَضّاها وَلَا تَمَلَّقْ (٤)

والمعنى: لا تَنْسَ العَمَلَ بِهِ.


= النقاش عن ثعلب في شفاء الصدور ٢٣١/ ب، وحكاه الأزهري عن الفراء في التهذيب ٥/ ٢٦٤، ٨/ ١٧٦.
(١) يعني أبا بكر السجستانِي، قاله في تفسير غريب القرآن ص ١٧٧.
(٢) هذا قول ثعلب والنحاس والطبري وابن خالويه وابن كيسان، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ٢٠٥، شفاء الصدور ورقة ٢٣١/ ب، جامع البيان ٣٠/ ١٩٣، إعراب ثلاثين سورة ص ٥٧، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٧٠، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٩.
(٣) لَمْ يذكره في عين المعانِي، وقد حكى ابن خالويه هذا الرأي عن بعض العلماء فِي إعراب ثلاثين سورة ص ٥٧، ٥٨، وبه قال ابن عطية فِي المحرر الوجيز ٥/ ٤٦٩، وينظر أيضًا: التبيان للعكبري ص ١٢٨٣.
(٤) البيتان من الرجز المشطور، لِرُؤْبةَ بنِ العَجّاجِ.
اللغة: لَا تَرَضّاها: لَا تَطْلُبْ رِضاها، التَّمَلُّقُ: التَّوَدُّدُ والتَّلَطُّفُ.
التخريج: ملحق ديوانه ص ١٧٩، المسائل الحلبيات ص ٨٦، الخصائص ١/ ٣٠٧، سر صناعة الإعراب ص ٧٨، المنصف ٢/ ٧٨، ١١٥، المخصص ١٣/ ٢٥٨، ١٤/ ٩، الحلل ص ٣٤٠، الإنصاف ص ٢٦، شرح الجمل لطاهر بن أحمد ١/ ٢١، شرح المفصل =

<<  <  ج: ص:  >  >>