للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} يعني: التَّوراةَ التي تفرِّق بين الحلال والحرام {وَضِيَاءً وَذِكْرًا} أي: ضياءً، والواو هاهنا زائدة (١) لا موضعَ لها؛ لأنها دخلت حَشْوًا، ومنه قولُ امرئ القيس:

٧ - فَلَمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحَى... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفافٍ عَقَنْقَلِ (٢)

معناه: انتحى، فأُدخلت الواو حشوًا وإقحامًا، هكذا قاله الخليل (٣).


(١) الأَوْلَى أن يقول: "والواو صِلةٌ" تأدُّبًا مع القرآن الكريم، وقد قرأ ابن عباس وعكرمة والضحاك: {ضِيَاءً} بغير واو، ينظر: المحتسب ٢/ ٦٤، عين المعاني ورقة ٨٤/ أ، تفسير القرطبي ١١/ ٢٩٥، البحر المحيط ٦/ ٢٩٥.
(٢) البيت من الطويل من معلقته، ورواية العَجُزِ في الديوان:
بِنا بَطْنُ حِقْفٍ ذِي رُكامٍ عَقَنْقَلِ
اللغة: أجزنا: سِرْنا وقطعنَا، انتحى له الشيء: اعترض، الخبت: ما اطمأن من الأرض واتسع، والخبت: صحراء بين المدينة والحجاز، القفاف: جمع قُفِّ وهو: ما غلظ من الأرض وارتفع، العقنقل: الكثيب العظيم المتداخل الرمل.
والشاهد فيه: زيادة الواو في جواب "لَمّا" على مذهب الكوفيين، وأما البصريون فإنهم يقولون: الواو غير زائدة، وإنما هي عاطفة وجواب "لَمّا" محذوف تقديره مثلًا: فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى. . . . خَلَوْنا وَنَعِمْنا.
التخريج: ديوانه ص ١٥، معاني القرآن للفراء ٢/ ٥٠، ٢١١، أدب الكاتب ص ٢٧٣، إعراب القراءات السبع ٢/ ٢٥٨، الأزهية ص ٢٣٤، البيان للأنباري ٢/ ٣٥، الإنصاف ص ٤٥٧، ٤٦٠، عين المعاني ٨٤/ ب، ١١٢/ أ، رصف المباني ص ٤٢٥، شرح الكافية ٤/ ٤١٦، اللسان: جوز، خزانة الأدب ١١/ ٤٣ - ٤٥، ٤٧.
(٣) ينظر: ما حكاه المؤلف هنا عن الخليل في كتاب الجمل المنسوب له ص ٢٨٨، والمؤلف هنا وافق الكوفيين وبعض البصريين كالأخفش وابن بَرْهانَ الذين أجازوا زيادة الواو، وأما جمهور البصريين فإنهم لا يجيزون زيادتها ويقولون: إنها حرف جاء لمعنى فلا يجوز الحكم بزيادته، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٢٠٥، ٢١١، معانِي القرآن للأخفش ص ١٢٥، ١٤١، ٤٥٧، تأويل مشكل القرآن ص ٢٥٢ - ٢٥٤، معانِي القرآن وإعرابه ٣/ ٣٩٤، =

<<  <  ج: ص:  >  >>