للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زائدة، يعني: أُقْسِمُ، والإشارة بـ "هَذا" إلَى مَكّةَ، و {الْبَلَدِ} نعت لـ "هَذا"، أو بَدَلٌ، أو عَطْفُ بَيانٍ (١).

قوله: {وَأَنْتَ} يا محمد {حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (٢) أي: حَلَالٌ، والحِلُّ والحلالُ واحدٌ، وهو ضِدُّ المُحْرِمِ (٢)، وذلك أن اللَّه تعالَى أحَلَّ لِنَبِيِّهِ عليه السّلام دُخُولَ مَكّةَ يَوْمَ الفَتْح بِغَيْرِ إحْرامٍ حَتَّى قاتَلَ وَقتلَ، وَأحَلَّ ما شاءَ، وَحَرَّمَ ما شاءَ، وقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَمْ تُحَلَّ لأحَدٍ قَبْلي، وَلا تُحَلُّ لأحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تُحَلَّ لِي إلّا ساعةً مِنْ نَهارٍ" (٣).

ثم عطف على القَسَمِ بقوله: {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (٣)} يعني آدَمَ وَذُرِّيَّتَهُ (٤)، وقيل (٥): إبراهيم ومُحَمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل (٦): أراد محمَّدًا عليه السّلام وَأُمَّتَهُ، من قوله


(١) هذه الأوجه الثلاثة ذكرها النحاس في إعراب القرآن ٥/ ٢٢٧، ورَجَّحَ كون "البلد" عطف بيان، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٧٥.
(٢) قاله الأخفش في معانِي القرآن ص ٥٣٨، والزجاج في معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٢٧، وحكاه النحاس عن الأخفش في إعراب القرآن ٥/ ٢٢٨، وينظر: إعراب ثلاثين سورة ص ٨٧.
(٣) هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد عن ابن عباس في المسند ١/ ٢٥٣، والبخاري في صحيحه ٢/ ٩٥ كتاب الجنائز: باب الإذْخِرِ والحشيش في القَبْرِ، ٢/ ٢١٣ كتاب الحج: باب "لا يُعْضَدُ شَوْكُ الحَرَمِ"، ٣/ ١٣ كتاب البيوع: باب ما قيل في الصَّوّاغِ، ٥/ ٩٨ كتاب المغازي: باب غزوة الفتح.
(٤) قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن وأبو صالح والضحاك والفراء، ينظر: تفسير مجاهد ٢/ ٧٥٨، معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٦٣، جامع البيان ٣٠/ ٢٤٥، معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٣٢٧، الكشف والبيان ١٠/ ٢٠٧، زاد المسير ٩/ ١٢٧، عين المعانِي ورقة ١٤٥/ أ، التبيان للطوسي ١٠/ ٣٥٠، مجمع البيان ١٠/ ٣٦١.
(٥) قاله أبو عمران الجَوْنِيُّ، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٢٤٦، إعراب القرآن ٥/ ٢٢٨، الكشف والبيان ١٠/ ٢٠٧، عين المعانِي ورقة ١٤٥/ أ، التبيان للطوسي ١٠/ ٣٥٠، مجمع البيان ١٠/ ٣٦٢.
(٦) قاله الماوردي في تفسيره النكت والعيون ٦/ ٢٧٥، والزمخشري في الكشاف ٤/ ٢٥٥، =

<<  <  ج: ص:  >  >>