للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "رَبِّ أعْطِ نَفْسِي تَقْواها، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكّاها، أنْتَ وَلِيُّها وَمَوْلَاها" (١).

قوله: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (١١) أي: بِطُغْيانِها وَعَداوَتها، قرأه العامة بفتح الطاء، وقرأ الحَسَنُ وَحَمّادُ بنُ سَلَمةَ بضم الطاء (٢)، والطَّغْوَى اسمٌ من الطُّغْيانِ كالدَّعْوَى من الدُّعاءِ، والواو بدل الياء كالتَّقْوَى (٣)، وإن كان من: طَغَوْتَ فهو كالدَّعْوَى من: دَعَوْتُ (٤)، وتُرفع الطّاءُ كالفُتْيا (٥)، والمعنى: أن الطُّغْيانَ حَمَلَهُمْ على التكذيب.


(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٦/ ٢٠٩، وينظر: الكشف والبيان ١٠/ ٢١٤، الوسيط ٤/ ٤٩٨.
(٢) وهي أيضًا، قراءة محمد بن كعب والجَحْدَرِيِّ، ينظر: المحتسب ٢/ ٣٦٣، تفسير القرطبي ٢٠/ ٧٨، البحر المحيط ٨/ ٤٧٥.
(٣) الطَّغْوَى من ذوات الياء، ولكنْ قُلِبَت الياءُ واوًا؛ لأنه اسم جاء على وزن "فَعْلَى"، قال الزجاج: "وأصل "طَغْواها": طَغْياها، و"فَعْلَى" إذا كانت من ذوات الياء أُبدلت في الاسم واوًا؛ لِيُفْصَلَ بين الاسم والصفة". معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٣٣، وقال ابن خالويه: "العرب إذا أتَتْ بِهَذا البِناءِ على "فَعْلَى" ظهرت الواوُ، وإن كانت من ذوات الياء، فإذا ضَمُّوا له أوَّلَهُ صَحَّت الياءُ، فيقولون: الفَتْوَى والفُتْيا، والبَقْوَى والبُقْيا، والطَّغْوَى والطُّغْيا. . . ومعنى الطَّغْوَى والطُّغْيا والطغْيانِ واحدٌ، فمعناه: كَذبَتْ ثَمُودُ بطُغْيانِها، ولكنه أتى بالمصدر على "فَعْلَى" ليوافق رُءُوسَ الآيِ". إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٩٠، وينظر: تهذيب اللغة ٨/ ١٦٧، المسائل الشيرازيات ص ٢٠٢، المحتسب ٢/ ٣٦٣.
(٤) يعني أنه إذا كان من "طَغَوْتَ تَطْغَى"، فإن الواو في "طَغْواها" غير منقلبة، وهذه لغةٌ حكاها الأخفش، فقال: "وقال: {لَا تَطْغَوْا} من طَغَوْتَ تَطْغَى مثل مَحَوْتَ تَمْحَى". معانِي القرآن ص ٣٥٩، وقال ابن السكيت: "الكسائي: طَغَوْتَ يا رَجُلُ وَطَغَيْتَ". إصلاح المنطق ص ١٤١، وينظر: التكملة للفارسي ص ٢٦٩، المسائل الشيرازيات ص ٢٠٢، الصحاح للجوهري ٦/ ٢٤١٢، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٦٧٩.
(٥) يعني أن الطاء تُضَمُّ؛ ليصير "طُغْيا" على وزن "فُعْلَى" مثل الفُتْيا، ينظر: إعراب القراءات =

<<  <  ج: ص:  >  >>