(١) المؤلف في كلامه هذا مُتابِعٌ للفراء في أن قوله: "أشْقاها" للاثنين، فقد قال: "وقوله تعالى: "إذِ انْبَعَثَ أشْقاها" يُقال: إنهما كانا اثنين: فُلانُ بنُ دَهْرٍ، والآخر: قُدارٌ، وَلَمْ يَقُلْ: أشْقَياها، وذلك جائز لو أتَى؛ لأن العرب إذا أضافت "أفْعَلَ" التي يَمْدَحُونَ بها وَتَدْخُلُ فيها "مِنْ" إلَى أسْماءٍ وَحَّدُوها في موضع الاثنين والمؤنث والجمع، فيقولون للاثنين: هَذانِ أفْضَلُ النّاسِ، وَهَذانِ خَيْرُ النّاسِ، ويُثَنُّونَ أيضًا". معانِي القرآن ٣/ ٢٦٨. قال النحاس مُعَلِّقًا على كلام الفراء: "هذا الذي حَكاهُ خِلافُ ما قال اللَّهُ تعالى، وقاله رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقاله أهل التأويل، قال اللَّه: "أشْقاها"، فَخَبَّرَ عن واحدٍ، فَحَكَى [يعني الفراء] أنهما اثنان، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انْتُدِبَ لَها رَجُلٌ"، وَلَمْ يَقُلْ: رَجُلانِ، وقال أهل التأويل: انْتُدِبَ لَها قُدارُ ابنُ سالِفٍ". إعراب القرآن ٥/ ٢٣٨، وقد أجاز الزمخشريُّ وابنُ عطية والباقوليُّ ما ذهب إليه الفراء، ينظر: الكشاف ٤/ ٢٥٩، المحرر الوجيز ٥/ ٤٨٨، كشف المشكلات ٢/ ٤١٩. (٢) هذا القول حكاه ابن الأنباري عن ثعلب عن الكسائي والفراء وهشامٍ في الزاهر ١/ ٣٠. (٣) البيت من الطويل، لَمْ أقف على قائله. التخريج: معانِي القرآن للفراء ٢/ ٨٣، الزاهر لابن الأنباري ١/ ٣٠، الأزهية للهروي ص ٢٣٩، همع الهوامع ١/ ٣٧١، خزانة الأدب ٨/ ٢٤٤.