للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهلكهم، {فَسَوَّاهَا}؛ أي: سَوّاها بِالأرْضِ. قال الشاعر:

٥١٩ - فَدُمْدِمُوا بَعْدَما كانُوا ذَوِي نِعَمٍ... وَعِيشةٍ أُسْكِنُوا مِنْ بَعْدِها الحُفَرا (١)

وقرأ عبد اللَّه بن الزُّبَيْرِ: "فَدَهْدَمَ عَلَيْهِمْ" (٢) بالهاء، وهُما لغتان كقولك: امْتُقِعَ واهْتُقِعَ: إذا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ (٣).

قوله: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (١٥)} يعني عاقِبَتَها، قرأ أهل المدينة والشام: {فَلَا يَخَافُ} بالفاء، وقرأ الباقون بالواو (٤)، فمن قرأ بالفاء فالفعل للَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- (٥)، ومن قرأ بالواو فالفعل لِلْعاقِرِ (٦)، وقيل (٧): للَّهِ تعالَى كالفاء، واللَّه أعلم.


(١) البيت من البسيط، لَمْ أقف على قائله.
التخريج: الزاهر لابن الأنباري ١/ ١٨٩.
(٢) ينظر: إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٩١، شواذ القراءة للكرمانِيِّ ورقة ٢٦٦، تفسير القرطبي ٢٠/ ٧٩، البحر المحيط ٨/ ٤٧٦.
(٣) قاله الثعلبي في الكشف والبيان ١٠/ ٢١٥، وامْتُقِعَ واهْتُقِعَ وانْتُقِعَ وابْتُقِعَ، كُلُّها ألْفاظٌ لا تَأتِي إلّا بصيغة المَبْنِيِّ للمفعول، ينظر: التهذيب ٦/ ٥٣٠، تفسير القرطبي ٢٠/ ٧٩، اللسان: مقع، هقع.
(٤) قرأ أُبّيٌّ ونافع وابن عامر وأبو جعفر والأعرج: "فَلَا يَخافُ" بالفاء، ورُوِيَ عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قرأ: {وَلَمْ يَخَفْ عُقْباها}، وهي قراءة ابن الزبير أيضًا، وقرأ الباقون بالواو، ينظر: السبعة ص ٦٨٩، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٩١، تفسير القرطبي ٢٠/ ٨٠، البحر المحيط ٨/ ٤٧٦، الإتحاف ٢/ ٦١٢.
(٥) هذا القول حكاه النحاس عن نفطويه في إعراب القرآن ٥/ ٢٤٠، وحكاه الأزهري عن ابن الأنباري في معانِي القراءات ٣/ ١٥٠، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٧٨.
(٦) قاله الفراء في معانِي القرآن ٣/ ٢٧٠، وحكاه النحاس عن شَيْخِهِ إبْراهِيمَ بنِ محمدٍ في إعراب القرآن ٥/ ٢٤٠، وحكاه الأزهري عن ابن الأنباري في معاني القراءات ٣/ ١٥٠، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٧٨.
(٧) قاله ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد، ينظر: تفسير مجاهد ٢/ ٧٦٤، جامع البيان =

<<  <  ج: ص:  >  >>