للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتقول: سَجا: إذا سَكَنَ، وَسَجا: إذا غَطَّى كُل شَيْءٍ بظَلامِهِ، وَسَجا: إذا امْتَدَّ بِظَلامِهِ، وَسَجا: إذا أظْلَمَ (١).

والمعروف في لغة العرب أن الضُّحَى ضُحَى النهار، وهو مِنْ أوَّلِ طُلُوعِ الشمس إلَى أنْ تُشْرِقَ، قال محمد بن يزيد (٢): والضُّحا يُكْتَبُ بالألف لا غَيْرُ؛ لأنه من: ضَحا يَضْحُو. وقال الكوفيون (٣): يُكْتَبُ بالياء لِضَمّةِ أوَّلِهِ. قال أبو جعفر (٤): وهذا القول لا يصح في معقول ولا قياس، لأنه إنْ كُتِبَ على اللفظ فَلَفْظُهُ الألف، وَإنْ كُتِبَ على المعنى فهو راجع إلَى الواو.

والضُّحَى جَرٌّ بواو القَسَمِ، و"اللَّيْلِ" عطف عليه، وليست بِواوِ قَسَمٍ، فإن قال قائل: لِمَ لا تكون الواو الثانية قَسَمًا كالأُولَى؟ قيل: لا يصلح ذلك؛ لأنه


= القرطبي ٢٠/ ٩١، اللسان: دعمص، سجا، حماسة الظرفاء ٢/ ١٢٧، البحر المحيط ٨/ ٤٨٠، الدر المصون ٦/ ٥٣٧، التاج: دعمص، سجا.
(١) ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٧٣، مجاز القرآن ٢/ ٣٠٢، ياقوتة الصراط ص ٥٨٣.
(٢) ينظر قوله في إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٢٤٧، عمدة الأدباء للأنباري ص ٢٩٢، وقد ذكر محقق كتاب المقصور والممدود للقالِي أن قول المبرد قد أُثبت بحاشية مخطوط الكتاب، ينظر: المقصور والممدود للقالِي ص ٢١٧.
(٣) ينظر قولهم في إعراب القرآن ٥/ ٢٤٧، وقال ابن ولاد: "الضحى بالضم مقصور يكتب بالياء والألف، فإذا فتحت أولها مددت فقلت: هو الضحاء للإبل بمَنْزِلةِ الغداء". المقصور والممدود ص ٦٦، وينظر: حاشية المقصور والممدود للقالِيَ ص ٢١٧، عمدة الأدباء ص ٢٩١، وقال الأنباري: "ويُحْكَى عن أبِي العَبّاسِ أحْمَدَ بنِ يَحْيى ثَعْلَبٍ أنه كَتَبَ مُصْحَفًا لبعض أكابرِ أبْناءِ طاهِرٍ، فنظر فيه أبو العَبّاسِ محمدُ بنُ يَزِيدَ المُبَرِّدُ، وقد كَتَبَ: "والضُّحَى" بالياء، فقال له أبو العباس المُبَرّدُ: لِماذا كَتَبْتَهُ بالياء وهو من ذَواتِ الواو؟ فقال: لأن الضَّمَّ في أوَّلِهِ يُوهِمُ أنَّهُ من ذَواتِ الياء، فقال له أبو العباس المُبَرِّدُ: أفَلَا يَزُولُ هذا التَّوَهُّمُ إلَى يَوْمِ القِيامةِ؟ ". عمدة الأدباء ص ٢٩٢.
(٤) يعني النحاس، ينظر: إعراب القرآن ٥/ ٢٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>