للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصلح في موضعها في الثانية "ثُمَّ" والفاءُ في غير القرآن، تقول: والضُّحَى، ثُمَّ اللَّيْلِ إذا سَجا، و"ثُمَّ" والفاءُ لا يكونان لِلْقَسَمِ قَطُّ، فاعرف ذلك، هذا ما ذكره ابنُ خالَوَيْهِ (١).

قوله: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) أي: ما تَرَكَكَ رَبُّكَ يا محمد مُنْذُ اخْتارَكَ، ولا أبْغَضَكَ مُنْذُ أحَبَّكَ، يقال: أسْتَوْدِعُكَ اللَّه غَيْرَ مُوَدَّعٍ؛ أي: غَيْرَ مَتْرُوكٍ، وبهذا سُمِّيَ الوَداعُ، لأنه فِراقٌ وَمُتارَكةٌ (٢)، وَلَمْ يَأْتِ بالتخفيف إلّا في الشعر (٣)، كما قال:

٥٢٣ - لَيْتَ شِعْرِي عَنْ خَلِيلِي، ما الَّذِي... غالَهُ فِي الوُدِّ حَتَّى وَدَعَهْ؟ (٤)


(١) إعراب ثلاثين سورة ص ١١٦.
(٢) قاله أبو بكر السجستانِيِّ في تفسير غريب القرآن ص ١٨٠، وينظر: زاد المسير ٩/ ١٥٧.
(٣) قرأ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وابنُ عياش وعروة بن الزبير وابنُه هشامٌ، وأبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة: "وَدَعَكَ" بالتخفيف، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٧٥، المحتسب ٢/ ٣٦٤، تفسير القرطبي ٢٠/ ٩٤، البحر المحيط ٨/ ٤٨٠.
(٤) البيت من الرَّمَلِ لأبي الأسود الدُّؤَلِيِّ يخاطب حَوْثَرةَ صاحب رُزْداقَ جِيَّ كما في ديوانه، ويُرْوَى:
سَلْ أمِيرِي ما الَّذِي غَيَّرَهُ... عَنْ وِصالِي اليَوْمَ حَتَّى وَدَعَهْ؟
ونُسِبَ لأنَسِ بنِ زُنَيمٍ الذُؤَلِيِّ من أبيات قالها لِعُبَيْدِ اللَّه بنِ زِيادٍ، ونسب لعبد اللَّه بن كُرَيْزٍ، وغالَهُ: ذَهَبَ بِهِ وَصَرَفهُ.
التخريج: ديوان أبِي الأسود ص ٣٦، الشعر والشعراء ص ٧٢٩، إعراب ثلاثين سورة ص ١١٧، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٩٦، الخصائص ١/ ٩٩، ٣٩٦، المحتسب ٢/ ٣٦٤، الصحاح ص ١٢٩٦، تصحيح الفصيح وشرحه ص ٢٦٠، المفردات للراغب ص ٥١٧، الحلل للبطليوسي ص ١٧٧، شرح أدب الكاتب للجواليقي ص ٧٦، الإنصاف ص ٤٨٥، البيان للأنباري ٢/ ٥١٩، تاريخ دمشق ٢٩/ ٢٦٩، الفريد للهمدانِيِّ ٤/ ٧٣٦، مجمع البيان ١٠/ ٣٨٠، التبيان للعكبري ص ١٢٩٢، الحماسة البصرية ص ٨٠٦، شرح شافية ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>