للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هَلْ يَقُومُونَ، وكذلك تقول للمؤنث: هَلْ تَضْرِبِنْ زيدًا؟، فإن وقفتَ رَدَدْتَ الياءَ التي هي علامة التأنيث، وَتَرُدُّ النُّونَ التي هي علامة الرفع فتقول: هَلْ تَضْرِبِينَ؟ (١)، وليس فِي القرآن من مثل هذا إلّا حَرْفٌ في سورة يوسف، وذلك قوله: {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} (٢).

وقوله: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦)} يعني صاحِبها أبا جهل كاذب خاطئ، وهي خفض على البدل من الناصية، وهو بدل النكرة من المعرفة (٣).

وقوله: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) أي: أهْلَ نادِيهِ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مُقامه اتساعًا، كما قال تعالَى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} (٤)؛ أي: أهْلَ القَرْيةِ، والمعنى: فَلْيَدْعُ أبُو جَهْلٍ أهْلَ مَجْلِسِهِ، والنادي: المَجْلِسُ الذي يجتمع فيه القوم، وَيَقْضُونَ فيه أُمُورَهُمْ (٥)، قال اللَّه تعالَى: {وَتَأْتُونَ فِي


(١) من أول قوله: "وتحذف في الوقف" نقله المؤلف عن مكي في مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٨٦.
(٢) يوسف ٣٢.
(٣) أجاز البصريون إبدال النكرة من المعرفة بلا شرط، وأجازه الكوفيون بشرط كونها بلفظ الأول أو موصوفةً كهذه الآية، ينظر: الكتاب ١/ ٣٩٨، ٢/ ٩، ٨٦، معانِي القرآن للفراء ١/ ٧، ٢/ ٣٨٢، ٤٠٧، الكامل ٣/ ١٨، والمقتضب للمبرد ١/ ١٦٤٣/ ٢٧١، الأصول ٢/ ٤٦، ٤٧، إعراب القرآن للنحاس ٥/ ٢٦٣، الجمل للزجاجي ص ٢٤، المسائل المنثورة ص ٤٦ - ٤٧، شرح المقدمة المحسبة ص ٤٢٥، شرح التسهيل لابن مالك ٣/ ٣٣١، شرح كافية ابن الحاجب للرضي ٢/ ٤٠٤، ٤٠٥، ارتشاف الضرب ٤/ ١٩٦٢، ١٩٦٣، خزانة الأدب ٢/ ٤٤٦، ٥/ ١٧٩، ١٨٦.
(٤) يوسف ٨٢.
(٥) قال الأزهري: "وقال الليث: النّادِي: المَجْلِسُ يَنْدُو إليه مَنْ حَوالَيْهِ، ولا يُسَمَّى نادِيًا حتى يكون فيه أهْلُهُ، فإذا تَفَرَّقُوا لَمْ يَكُنْ نادِيًا". تهذيب اللغة ١٤/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>