للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَادِيكُمُ الْمُنْكَر} (١) يعني: في مَجْلِسِكُمْ.

وقوله: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨)} يعني الملائكة، قال اللَّه تعالَى: {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} الآية (٢)، وإنما سُمُّوا زَبانِيةً مأخوذٌ من الزَّبْنِ وهو الدَّفْعُ، يُقال: زَبَنَتْهُ النّاقةُ: إذا رَكَضَتْهُ بِرِجْلِها عند الحَلَبِ (٣)، وَفِي الحديث: "إنَّما زَبَنَت النّاقةُ، فَكَسَرَتْ أنْفَ حالِبِها" (٤)، وكأنهم يَدْفَعُونَ فِي أقْفِيةِ الكفار إلَى جهنم، واحدهم: زِبْنِيٌّ (٥)، وقيل: زِبْنِيةٌ، قاله الجَرْمِيُّ (٦)، وهو الرَّجُلُ الجافِي الغَلِيظُ، وهم هاهنا خَزَنةُ النّارِ، والزَّبانِيةُ في الدُّنْيا: أعْوانُ الرَّجُلِ الذين يخدمونه ويُعِينُونَهُ، الواحد زِبْنِيةٌ كما تقدم، قال ابن الزِّبَعْرَى:


(١) العنكبوت ٢٩.
(٢) التحريم ٦.
(٣) قاله ابن قتيبة والنقاش، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٣٣، شفاء الصدور للنقاش ورقة ٢٥٢/ أ، وينظر: ديوان الأدب للفارابِي ٢/ ١٨٧، تهذيب اللغة ١٣/ ٢٢٧، ٢٢٨، غريب القرآن للسجستانِيِّ ص ١٨١، نظام الغريب للرَّبَعِيِّ ص ١٠٥.
(٤) هذا حديث معاوية كما ذكر ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٢٩٥، وينظر: اللسان: زبن، ولَمْ أقف عليه في كتب الحديث.
(٥) قاله الكسائي والنقاش وابن خالويه، ينظر: معانِي القرآن للفراء ٣/ ٢٨٠، شفاء الصدور ورقة ٢٥٢/ أ، إعراب ثلاثين سورة ص ١٤١، وحكاه الأزهري عن الكسائي في التهذيب ١٣/ ٢٢٨.
(٦) ينظر قول الجرمي في إعراب ثلاثين سورة ص ١٤١، وهو مذهب سيبويه، وقاله أكثر النحويين، ينظر: الكتاب ٤/ ٢٦٨، مجاز القرآن ٢/ ٣٥٤، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٥٣٣، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٣٤٦، وذهب عيسى بن عمر والأخفش إلى أن الواحد زابِنٌ، ينظر: معانِي القرآن للأخفش ص ٥٤١، الصحاح ٥/ ٢١٣٠، اللسان: زبن.

<<  <  ج: ص:  >  >>