للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصل الفَكِّ: الفَتْحُ ومنه: فَكُّ الكِتابِ، وَفَكُّ الخَلْخالِ، وَفَكُّ السّالِمِ، وهي حُرُوفُ القَطَنِ (١)، قال طرفة:

٥٣٨ - فَآلَيْتُ لَا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانةً... لِعَضْبٍ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّدِ (٢)

وقال بعض أهل اللغة (٣): قوله: {مُنْفَكِّينَ}؛ أي: هالِكِينَ، مأخوذ من قولهم: انْفَكَّ صَلَا المَرْأةِ عند الولادة (٤)، وهو أن يَنْفَصِلَ فلا يَلْتَئِمَ فَتَهْلِكُ، ومعنى الآية: لَمْ يكونوا هالِكِينَ مُعَذَّبِينَ إلّا بعد قيام الحُجّةِ عليهم بإرسال الرسول وإنزال الكتاب.

قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا} يعني اليهود والنصارى {إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ}؛ أي: يُوَحِّدُوهُ ويُطِيعُوهُ، وهذه اللام في موضع "أنْ"، كقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} (٥)، أي: يريدون أن يطفئوا نور اللَّه، وكقوله تعالَى: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ


(١) فَكُّ الكِتابِ: نَزْعُ خاتَمِهِ الذي خُتِمَ به، وَفَكُّ الخَلْخالِ: فَتْحُهُ وَتَفْرِيجُ ما بَيْنَهُ، والقَطَنُ: جَمْعُ قَطَنةٍ، وهي أسفل الظَّهْرِ، وقيل: هي ما بَيْنَ الفَخِذَيْنِ. النهاية في غريب الحديث ٤/ ٨٥، ١١٣، اللسان: فكك، قطن.
(٢) البيت من الطويل، لِطَرَفةَ بنِ العَبْدِ، من معلقته.
اللغة: لَا يَنْفَكُّ: لَا يَزالُ، الكَشْحُ: ما بَيْنَ الخاصِرةِ إلَى الضِّلَعِ الخَلْفِيِّ، البطانةُ: نَقِيضُ الظِّهارةِ، العَضْبُ: السَّيْفُ القاطِعُ، وَشَفْرَتاهُ: حَدّاهُ، المُهَنَّدُ: المَشْحُوذُ المَصْقُوَلُ.
التخريج: ديوانه ص ٥٩، جمهرة أشعار العرب ص ٣٣٥، عين المعانِي ورقة ١٤٧/ أ، الحماسة البصرية ص ٢٦٦، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٤٠، اللسان: كشح، التاج: كشح.
(٣) ذكره الثعلبي بغير عزو في الكشف والبيان ١٠/ ٢٦١، وينظر: عين المعانِي ورقة ١٤٧/ أ، تفسير القرطبي ٢٠/ ١٤١، البحر المحيط ٨/ ٤٩٥.
(٤) الصَّلَا: وَسَطُ الظَّهْرِ، وانفكاكه: انفساخه، والفَكُّ: انفراج المَنْكِبِ عن مفصله استرخاءً وضعفًا. اللسان: صلي، فكك.
(٥) الصف ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>