للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن سعد بن أبي وَقّاص، قال: سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إنّي لَأعلمُ كلمةً لا يقولها مكروبُ إلّا فَرَّجَ اللَّهُ عنه، كلمة أخي يونُسَ: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (١).

قوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}؛ أي: أجبنا دعاءه {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} يعني: من تلك الظلمات {وَكَذَلِكَ}؛ أي: وكما نجيَّناه {نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨)} وقَرأَ ابنُ عامر (٢) وأبو بكرٍ (٣) عن عاصم (٤): {نُجِّي} (٥) بنونٍ واحدة وتشديد الجيم، وجَميع النَّحويِّين حَكَموا على هذه القراءة بالغَلَط وأنها لحنٌ (٦)،


(١) ينظر: الأذكار النووية ص ١٢٢، زاد المسير ٥/ ٣٨٣، الدر المنثور ٤/ ٣٣٤، كنز العمال ٢/ ١٢٠.
(٢) عبد اللَّه بن عامر بن يزيد أبو عمران اليحصبي الشامي، أحد القراء السبعة، كان إمام أهل الشام في القراءة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بها، تولى قضاء دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك، وتوفِّي بها سنة (١١٨ هـ). [غاية النهاية ١/ ٤٢٣ - ٤٢٥، تهذيب التهذيب ٥/ ٢٤٠، الأعلام ٤/ ٩٥].
(٣) شعبة بن عياش بن سالم، أبو بكر الأزدي النهشلي الكوفي، راوية عاصم، عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات، كان إمامًا كبيرًا عالمًا عاملًا من أئمة السنة، توفي بالكوفة سنة (١٩٣ هـ)، أو (١٩٤ هـ). [غاية النهاية ١/ ٣٢٥ - ٣٢٧، سير أعلام النبلاء ٨/ ٤٩٥ - ٥٠٨، الأعلام ٣/ ١٦٥].
(٤) عاصم بن بهدلة أبي النَّجُودِ أبو بكر الأسدي بالولاء الكوفي، أحد القراء السبعة شيخ الإقراء بالكوفة، انتهت إليه رياسة الإقراء بها بعد أبي عبد الرحمن السلمي، تابعي ثقة في القراءات صدوق في الحديث، توفي بالكوفة سنة ١٢٧ هـ. [غاية النهاية ١/ ٣٤٦ - ٣٤٩، سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٥٦ - ٢٦١، الأعلام ٣/ ٢٤٨].
(٥) ينظر: السبعة لابن مجاهد ص ٤٣٠، التيسير للداني ص ١٥٥، النشر لابن الجزري ٢/ ٣٢٤.
(٦) لم يحكم النحويون جميعًا على هذه القراءة بأنها لحن، بدليل ما أورده المؤلف نفسه من آراء في تخريجها، ثم إن هذه القراءة قراءة سبعية، فكيف يحكم عليها بأنها لحن؟ قال السمين: "وهذه القراءة متواترة، ولا الْتِفاتَ على من طَعَنَ على قارئها"، الدر المصون ٥/ ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>