كتاب البستان في إعراب مشكلات القرآن

باب ما جاء فيها من الإعراب - فصل - ج: 5 - ص: 26

يعني: أوْحَى لَها بالقَرارِ، ويقال أيضًا: وَحَى وَأوْحَى بمعنًى واحدٍ أي: أمَرَ (١)، قاله العَجّاجُ (٢)، مَعناه: أمَرَها بِالقَرارِ فاسْتَقَرَّتْ.

واللَّام هاهنا في موضع "إلَى" (٣)، ومجاز الآية: يُوحِي إلَيْها، ومعنى {بِأَنَّ رَبَّكَ}؛ أي: لِأنَّ رَبَّكَ أوْحَى لَها، والوَحْيُ: كُلُّ إفْهامٍ يكون بِغَيْرِ كَلَامٍ.

قوله تعالَى: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} يعني: يَرْجِعُ النّاسُ عن يوم الحساب مُتَفَرِّقِينَ، فآخِذٌ ذاتَ اليَمِينِ إلَى الجَنّةِ، وآخِذٌ ذاتَ الشِّمالِ إلَى النّارِ، والأشْتاتُ جَمْعُ شَتٍّ، ومنه قولهم: شَتَّتَ اللَّهُ جَمْعَهُمْ؛ أي: فَرَّقَهُ (٤)، ونصب {أَشْتَاتًا} على الحال.

---

= التخريج: ديوانه ص ٢١٨، العين ٣/ ٣٢٠، مجاز القرآن ١/ ١٨٢، ٢/ ٣٠٦، تأويل مشكل القرآن ص ١١١، ٤٩٠، جامع البيان ٣/ ٣٦٣، ٤/ ٢٨١، جمهرة اللغة ص ٥٧٦، الزاهر ٢/ ٣٤٢، إعراب القرآن للنحاس ٤/ ٧٦، ٥/ ٤٥، معانِي القرآن للنحاس ٢/ ٣٨٣، ٦/ ٣٠٣، إعراب القراءات السبع ٢/ ٤٥٠، تهذيب اللغة ٥/ ٢٩٦، ٢٩٧، المحتسب ٢/ ٣٣١، مقاييس اللغة ٦/ ٩٣، مجمل اللغة ص ٩١٩، الصحاح ص ٢٥٢٠، المخصص ١٤/ ٢٥٣، الكشف والبيان ١٠/ ٢٦٥، عين المعانِي ورقة ١٤٧/ أ، الفريد للهمداني ٤/ ٥٣٩، تفسير القرطبي ٤/ ٨٥، ٦/ ٣٦٣، ٢٥/ ١٤٩، البحر المحيط ٨/ ٣٤٠، ٤٩٧، اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٤٤٩، التاج: وحي.
(١) قال ابن قتيبة: "والوَحْيُ أمْرٌ، قال اللَّه تعالَى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا}؛ أي: أمَرَها، وقال الراجز: وَحَى لَها. . . البيت". تأويل مشكل القرآن ص ٤٩٠.
(٢) الضمير في "قاله " يعود إلى الرَّجَزِ، لا إلَى تفسير معنى الوحي.
(٣) قاله الفراء والأخفش وابن قتيبة والنحاس، ينظر: معانِي القرآن للفراء ١/ ٢٥٠، معانِي القرآن للأخفش ص ٥٤٢، تأويل مشكل القرآن ص ٥٧٢، إعراب القرآن ٥/ ٢٧٦، وينظر أيضًا: تهذيب اللغة ٥/ ٢٩٦، ٢٩٧، كتاب الشعر ص ١٠٣، ١٩٨، ٣٦٠، المحكم والمحيط الأعظم ٤/ ٢٨، أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ٣١، ٢/ ٨٩، ٢٥٥، ٥٢٣، ٦١٥.
(٤) قاله ابن السكيت والنقاش، ينظر: إصلاح المنطق ص ٣٧٦، شفاء الصدور ورقة ٢٥٧/ أ، وينظر: إعراب ثلاثين سورة ص ١٥٣، تهذيب اللغة ١١/ ٢٦٩.