للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلْعَالَمِينَ (٩١) أي: دِلالةً على قدرتنا، ولم يقل: آيتَيْنِ -وقد ذكرهما جميعًا- قيل (١): لأنه مصدر، فلم يُثَنَّ، وقيل (٢): لأنّ الآية لهما واحدةٌ وهي الولادة من غير فَحْل، وقيل (٣): معناه: جعلناها آيةً وابنَها آية، فاكتفى بذكر إحداهما عن الأخرى، وقيل (٤): هو على التقديم؛ أي: جعلناها آيةً وابنَها.

قوله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} يعني: دينكم واحدٌ، فجعل الشريعة أُمّةً لاجتماع أهلها على مقصِدٍ واحد، والأُمّة: الدِّين، ومنه قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} (٥)؛ أي: على دِين، وقيل: معناه: مِلَّتكم. {أُمَّةً وَاحِدَةً} أي: ملةً واحدة، وهي الإسلام، وأصلُ الأُمّة: الجماعة التي على مقصدٍ واحدٍ، وانتَصب {أُمَّةً}: على الحال (٦)، وقيل (٧): على القطع.

وقرأ ابنُ أبي إسحاق (٨): {أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ} بالرَّفع على التكرير، وقيل: خبرٌ


(١) قاله السجاوندي في عين المعاني ورقة ٨٤/ ب، وعليه تكون الآية بمعنى الدلالة.
(٢) قاله الفراء والزجاج، ينظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ٢١٠، معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٠٤.
(٣) قاله النحاس في إعراب القرآن ٣/ ٧٨، والمحذوف هنا هو الأول، وهو مذهب سيبويه، ينظر: الكتاب ١/ ٧٥، ٧٦، وأجاز المبرد الحذف من الثانِي، ينظر: المقتضب ٤/ ٧٢ - ٧٤، والراجح رأي سيبويه لما فيه من إعمال الأقرب وعدم الفصل بين المتلازمين، وينظر: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٨٦، البيان للأنباري ٢/ ١٦٤، ١٦٥، التبيان للعكبري ص ٩٢٦.
(٤) حكاه النحاس عن المبرد في إعراب القرآن ٣/ ٧٨، وينظر أيضًا: مشكل إعراب القرآن ٢/ ٨٦.
(٥) الزخرف ٢٢، ٢٣.
(٦) قاله الزجاج والنحاس، ينظر: معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٤٠٤، إعراب القرآن ٣/ ٧٩.
(٧) قاله الفراء في معاني القرآن ٢/ ٢١٠.
(٨) عبد اللَّه بن أبِي إسحاق زيد بن الحارث الحضرمي الزيادي البصري من الموالي، أخذ عنه كبار النحاة كأبي عمرو وعيسى بن عمر، فَرَّعَ النحو وقاسه، روى عن أنس بن مالك، وأخذ =

<<  <  ج: ص:  >  >>