للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد أن حذفوا الكسرة من الهاء، وأسقطوا الياء لالتقاء الساكنين (١).

وهذه الآية نزلت في المنافقين الذين لا يرجون لَها ثَوابًا، ولا يخافون عليها عقابًا إن تركوا، فَهُمْ عَنْها غافِلُونَ لاهُونَ حَتَّى يَذْهَبَ وَقْتُها، إذا كانوا مع المؤمنين صَلَّوْا رِياءً وَسُمْعةً، وإذا لَمْ يكونوا معهم لَمْ يُصَلُّوا (٢)، فذلك قوله تعالَى: {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)}.

قال أكثر المفسرين (٣): الماعُونُ: اسم لِما يَتَعاوَرُهُ الناسُ بينهم من الدَّلْوِ والفأسِ والقِدْرِ، وما لا يُمْنَعُ كالملح والماء والنار وأشباه ذلك، وهو "فاعُولٌ" مأخوذ من المَعْنِ، والمَعْنُ: المعروف، وهو كل ما كان فيه منفعة (٤).

وقيل: الماعون: الزكاة، وهو قول عَلِيِّ بنِ أبِي طالب -رضي اللَّه عنه- (٥)، قال ثعلب -رحمه اللَّه- (٦): وعليه العمل، وقال الفَرّاءُ (٧): سَمِعْتُ


(١) قاله ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة ص ٢٠٧.
(٢) ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٤٠١، ٤٠٥، الكشف والبيان ١٠/ ٣٠٥، الوسيط ٤/ ٥٥٨، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢١٢.
(٣) قاله ابن عباس وابن مسعود والحسن ومجاهد وابن زيد وقتادة والضحاك وغيرهم، ينظر: تفسير مجاهد ٢/ ٧٨٨، جامع البيان ٣٠/ ٤٠٩: ٥١٢، إعراب القرآن ٥/ ٢٩٧، الكشف والبيان ١٠/ ٣٠٥، الوسيط ٤/ ٥٥٩، المحرر الوجيز ٥/ ٥٢٨، زاد المسير ٩/ ٢٤٥، ٢٤٦، تفسير القرطبي ٢٠/ ٢١٤.
(٤) قاله النقاش في شفاء الصدور ورقة ٢٦٧/ أ.
(٥) رواه ابن أبِي شيبة في مصنفه ٣/ ٩٢: ٩٤، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٨٢، ١٨٤ كتاب الزكاة: باب ما ورد من الوعيد فيمن كَنَزَ مالَ زَكاةٍ: وباب تفسير الماعون، ورواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٥٣٦ كتاب التفسير: سورة الماعون.
(٦) ينظر قوله في ياقوتة الصراط ص ٥٩٨، تهذيب اللغة ٣/ ١٧.
(٧) معانِي القرآن ٣/ ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>