للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ابنُ عباس: {حَضَبُ} (١) بالضاد المعجَمة، وهو: كلُّ ما هُيِّجَتْ وأُوقِدَتْ به النارُ، ومنه قيل لدِقاقِ الناس: حَضَبٌ (٢)، قال أبو ذُؤيب الهُذَلي (٣):

٩ - فَأَطْفِئْ وَلا تُوِقِدْ وَلاتَكُ مِحْضَبًا... لِنارِ العُداةِ أَنْ تَطِيرَ شَكاتُها (٤)

وأصلُ الحَصْبِ: الرَّمْيُ، قال الضحّاك (٥): يُرْمَوْنَ في النار كما تُرْمَى الحصباءُ. ثعلبٌ عن ابن الأعرابِيِّ (٦) أنه قال: العرب تقول: هذا حَصَبُ النارِ


(١) وهي أيضًا قراءة اليماني، ورُوِيَ عن ابن عباس وعن اليمانِيِّ وكُثَيِّرِ عَزّةَ: "حَضْبُ" بالضاد الساكنة، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ٩٥، المحتسب ٢/ ٦٦، القرطبي ١١/ ٣٤٣، البحر ٦/ ٣١٥.
(٢) قاله الفراء في معانِي القرآن ٢/ ٢١٢، وينظر: غريب القرآن للسجستاني ص ١٠٦.
(٣) خويلد بن خالد بن مُحَرِّث، شاعر فحل مخضرم، أدرك الإسلام، سكن المدينة وغزا وشارك في فتح إفريقية، وفد على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة وفاته وشهد دفنه، رثى خمسة من أبنائه أصيبوا بالطاعون في عام واحد، توفي سنة (٢٧ هـ). [الشعر والشعراء ٦٥٣ - ٦٥٨، الإصابة ٢/ ٣٥٨، الأعلام ٢/ ٣٢٥].
(٤) البيت من الطويل، لأبي ذؤيب، ورواية ديوانه:
. . . . . . .، وَلَا تَكُ مِحْضَأً... لِنارِ الأَعادِي أَنْ تَطِيرَ شَذاتُها
اللغة: حَضَبَ النّارَ: أَلْقَى عليها الحطبَ لِتَتَّقِدَ، وكذلك: حَضَأَها، المِحْضَبُ والمِحْضَأٌ والمِحْضَجُ: الْمِسْعَرُ، وهو عود تُحَرَّكُ به النارُ عند الإيقاد، شَكاةُ النارِ وشَذاتُها: جَمْرُها.
التخريج: ديوان الهذليين ١/ ١٦٣، شرح أشعار الهذليين ص ٢٢٣، سيرة ابن هشام ١/ ٢٤٠، معجم الشعراء ٢٧٦، اللسان: حضأ، التاج: حضأ.
(٥) الضحاك بن مزاحم البلخي الخراسانِي، أبو القاسم الهلالي، مفسر كان يؤدب الأطفال، حدث عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس، ثقة مأمون، وضعفه بعضهم، له كتاب في التفسير، توفي سنة (١٠٥ هـ). [التاريخ الكبير ٤/ ٣٣٢، ٣٣٣، سير أعلام النبلاء ٤/ ٥٩٨ - ٦٥٥، الأعلام ٣/ ٢١٥]، وينظر قوله في الكشف والبيان ٦/ ٣٠٩.
(٦) محمد بن زياد، أبو عبد اللَّه الكوفي، راويةٌ نسابة عَلَّامةٌ باللغة، وهو ربيب المفضل الضبي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>