للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكَ! ألِهَذا دَعَوْتَنا؟، فأنزل اللَّهُ تعالَى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} إلَى آخر السورة (١)، رواه البخاري عن محمد بن سلام (٢) عن أبِي معاوية.

وعن طارقٍ المُحارِبِيِّ (٣) أنه قال: "إنِّي بِسُوقِ ذِي المَجازِ، إذا بِشابٍّ يقول: "يا أيُّها النّاسُ قُولُوا: لا إلَهَ إلّا اللَّهُ تُفْلِحُوا"، وإذا رَجُل خَلْفَهُ يَرْمِيهِ قد أدْمَى ساقَيْهِ وَعُرْقُوبَيْهِ (٤)، ويقول: يا أيُّها النّاسُ! إنَّهُ كَذّابٌ، فلا تُصَدِّقُوهُ، فقلتُ: مَنْ هَذا؟، قالوا: هذا محمد يَزْعُمُ أنه نَبِيٌّ، وهذا عَمُّهُ يَزْعُمُ أنه كَذّابٌ (٥).

وَرُوِيَ عن أبِي عمرو بن العلاء قال (٦): لَمّا قُتِلَ عُثْمانُ بنُ عَفّانَ -رضي اللَّه عنه- سَمِعُوا صَوْتَ هاتِفٍ من الجِنِّ يَبْكِي عليه، ويقول:

٥٦٣ - لَقَدْ جاءُوكَ فانْصَدَعُوا... فَما عَطَفُوا وَلَا رَجَعُوا


(١) صحيح البخاري ٦/ ١٦، ١٧، ٢٩، ٩٤، ٩٥ كتاب تفسير القرآن: سورة الشعراء، وسورة سبأ، وسورة "تَبَّتْ يَدا أِبِي لَهَبٍ وَتَبَّ".
(٢) هو محمد بن سَلَام بن فرَجٍ السُّلَمِيُّ بالولاء البخاري، أبو عبد اللَّه البَيْكَنْدِيُّ، شيخ البخاري، رَحّالٌ جَوّالٌ ثِقةٌ، كان مُحَدِّثَ بِلَادِ ما وراء النهر، توفِّي سنة (٢٢٥ هـ). [التاريخ الكبير ١/ ١١٠، الأعلام ٦/ ١٤٦].
(٣) طارق بن عبد اللَّه المُحارِبِيُّ، من مُحارِبِ خَصَفةَ، صَحابِيٌّ نزل الكوفة، وَرَوَى عنه أبو الشَّعْثاءِ وَرِبْعِيُّ بن خِراشٍ، له حديثان أو ثلاثة. [أسد الغابة ٣/ ٤٩، الإصابة ٣/ ٤١٤].
(٤) العُرْقُوبُ: عَصَبٌ مُوَتَّرٌ خَلْفَ الكَعْبَيْنِ.
(٥) رواه البيهقي في السنن الكبرى ١/ ٧٦ كتاب الطهارة: باب الدليل على أن الكعبين هما الناتئان، ٦/ ٢١ كتاب البيوع: باب جواز السَّلَمِ الحالِّ، ورواه الحاكم في المستدرك ٢/ ٦٢ كتاب تواريخ المتقدمين: باب تأليف القرآن في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ورواه الطبرانِيُّ في المعجم الكبير ٨/ ٣١٤.
(٦) رواه عنه الأصمعي، ذكر ذلك الثعلبى في الكشف والبيان ١٠/ ٣٢٤، وينظر أيضًا: اللباب في علوم الكتاب ٢٠/ ٥٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>